فيه، والقتل والضرب بالظن من غير ثبوت شئ عليه شرعا وأمثال ذلك، والشجاعة الجرأة في الجهاد مع أعادي الدين مع تحقق شرائطه، والامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومجاهدة النفس والشيطان.
والمروءة بالهمز وقد يشدد الواو بتخفيف الهمزة: هي الانسانية، وهي صفات إذا كانت في الانسان يحق أن يسمى إنسانا أو يحق للانسان من حيث إنه إنسان أن يأتي بها فهو مشتق من المرء فهي من أمهات الصفات الكمالية قال في المصباح: المروءة آداب نفسانية تحمل مراعاتها الانسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات انتهى، وقريب منه معنى الفتوة ويعبر عنها بالفارسية بمردي وجوانمردي، ويرجع أكثر ما يندرج فيه إلى البذل والسخاء، وحسن المعاشرة، وكثرة النفع للعباد، والآتيان بما يعظم عند الناس من ذلك.
وروى الصدوق رحمه الله في معاني الأخبار بسند مرفوع إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: تذاكرنا أمر الفتوة عنده، فقال: أتظنون أن الفتوة بالفسق والفجور؟
إنما الفتوة طعام موضوع، ونائل مبذول، وبشر معروف، وأذى مكفوف، وأما تلك فشطارة (1) وفسق، ثم قال: ما المروءة؟ قلنا: لا نعلم، قال: المروءة والله أن يضع الرجل خوانه في فناء داره (2).
قوله: " قال وروى بعضهم " الظاهر أن فاعل قال: البرقي، حيث روى من كتابه ويحتمل ابن مسكان أيضا وعلى التقديرين قوله: " روى وزاد فيها " تنازعا في الصدق، فقوله: وزاد فيها تأكيد للكلام السابق لئلا يتوهم أنه أتى بهما بدلا من خصلتين من العشر تركهما فلابد من سقوط عشرة من الرواية الأخيرة كما في الرواية الآتية أو إبدالها باثنتي عشرة، ويحتمل أن يكون المراد بقوله:
وزاد فيها أنه زاد في الأصل العدد أيضا بما ذكرنا من الابدال، والله أعلم بحقيقة الحال.