اللحم، ولذا يوقف قبول توبة شارب الخمر إلى أربعين يوما كما ورد في الخبر والزهد في الشئ تركه وعدم الرغبة فيه.
وداء الدنيا المعاصي والصفات الذميمة، وما يوجب البعد عن الله تعالى، و دواؤها ما يوجب تركها واجتنابها من الرياضات والمجاهدات والتفكرات الصحيحة وأمثالها، أو المراد بدائها الأمراض القلبية الحاصلة من محبة الدنيا، ودواؤها ملازمة ما يوجب تركها، وقيل: أي قدر الضرورة منها والزائد عليه، أو ميل القلب إليها وصرفه عنها أو الضار والنافع منها في الآخرة أعني الطاعة والمعصية والحكمة العلوم الحقة الواقعية وأصلها ومنبعها معرفة الامام، ولذا فسرت بها كما مر.
وفي مناسبة ذكر الآية لما تقدم إشكال ويمكن أن يقال في توجيهه وجوه.
الأول ما خطر بالبال، وهو أنه لما ذكر فوائد إخلاص الأربعين وقد أبدع جماعة من الصوفية فيها ما ليس في الدين دفع عليه السلام توهم شموله لذلك بالاستشهاد بالآية، وأنها تدل على أن كل مبتدع في الاحكام ومفتر على الله ورسوله في - حكم من الاحكام ذليل في الدنيا والآخرة لقوله تعالى " وكذلك نجزي المفترين " وقوله أو مفتريا أي لا ترى مفتريا وبعبارة أخرى لما كان صحة العبادة وكمالها مشترطة بأمرين الأول كونها على وفق السنة، والثاني كونها خالصة لوجه الله تعالى فأشار أولا إلى الثاني وثانيا إلى الأول فتأمل.
الثاني ما قيل إن الوجه في تلاوته عليه السلام الآية التنبيه على أن من كانت عبادته لله عز وجل واجتهاده فيها على وفق السنة بصره الله عيوب الدنيا فزهده فيها فصار بسبب زهده فيها عزيزا لان المذلة في الدنيا إنما تكون بسبب الرغبة فيها ومن كانت عبادته على وفق الهوى أعمى الله قلبه عن عيوب الدنيا، فصار بسبب رغبته فيها ذليلا فأصحاب البدع لا يزالون أذلاء صغارا، ومن هنا قال الله في متخذي العجل ما قال.
الثالث ما قيل أيضا أن الغرض من تلاوتها هو التنبيه على أن غير المخلص