وقال عليه السلام: اتقوا الله تقية من شمر تجريدا، وجد تشميرا وانكمش في مهل، وبادر عن وجل، ونظر في كرة الموئل، وعاقبة المصدر ومغبة المرجع (1).
وقال عليه السلام: اتقوا الله بعض التقى، وإن قل، واجعل بينك وبين الله سترا وإن رق (2).
وقال عليه السلام: التقى رئيس الأخلاق (3).
وقال عليه السلام: أما بعد فاني أوصيكم بتقوى الله الذي ابتدأ خلقكم وإليه يكون معادكم، وبه نجاح طلبتكم، وإليه منتهى رغبتكم، ونحوه قصد سبيلكم، وإليه مرامي مفزعكم، فان تقوى الله دواء داء قلوبكم، وبصر عمى أفئدتكم، وشفاء مرض أجسادكم، وصلاح فساد صدوركم، وطهور دنس أنفسكم وجلاء غشاء أبصاركم، وأمن فزع جأشكم، وضياء سواد ظلمتكم.
فاجعلوا طاعة الله شعارا دون دثاركم، ودخيلا دون شعاركم، ولطيفا بين أضلاعكم، وأميرا فوق أموركم، ومنهلا لحين وردكم، وشفيعا لدرك طلبتكم وجنة ليوم فزعكم، ومصابيح لبطون قبوركم، وسكنا لطول وحشتكم، ونفسا لكرب مواطنكم، فان طاعة الله حرز من متالف مكتنفة، ومخاوف متوقعة وأوار نيران موقدة، فمن أخذ بالتقوى عزبت عنه الشدائد بعد دنوها، واحلولت له الأمور بعد مرارتها، وانفرجت عنه الأمواج بعد تراكمها، وأسهلت له الصعاب بعد انصبابها، وهطلت عليه الكرامة بعد قحوطها، وتحدبت عليه الرحمة بعد نفورها وتفجرت عليه النعم بعد نضوبها، ووبلت عليه البركة بعد ارذادها.
فاتقوا الله الذي نفعكم بموعظته، ووعظكم برسالته، وامتن عليكم بنعمته