بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٧ - الصفحة ١٢١
فقال لهم: إن يوسف كان نبيا يلبس أقبية الديباج المزردة بالذهب، ويجلس على متكآت آل فرعون ويحكم، إنما يراد من الامام قسطه وعدله: إذا قال صدق، وإذا حكم عدل، وإذا وعد أنجز، إن الله لم يحرم لبوسا ولا مطعما ثم قرأ: " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " الآية (1).
12 - ثم قال ابن أبي الحديد: رويت عن الشيوخ ورأيت بخط عبد الله بن أحمد الخشاب رحمه الله أن الربيع بن زياد الحارثي أصابته نشابة في جبينه فكانت تنتقض عليه في كل عام، فأتاه علي عليه السلام عائدا فقال: كيف تجدك أبا عبد الرحمن؟
قال: أجدني يا أمير المؤمنين لو كان لا يذهب ما بي إلا بذهاب بصري لتمنيت ذهابه، قال: وما قيمة بصرك عندك؟ قال: لو كانت لي الدنيا لفديته بها، قال:
لاجرم ليعطينك الله على قدر ذلك، إن الله يعطي على قدر الألم والمصيبة، وعنده تضعيف كثير.
قال الربيع: يا أمير المؤمنين ألا أشكو إليك عاصم بن زياد أخي؟ قال: ماله؟
قال: لبس العباء وترك الملاء، وغم أهله وحزن ولده، فقال عليه السلام:
ادعوا لي عاصما، فلما أتاه عبس في وجهه وقال: ويحكم يا عاصم أترى الله أباح لك اللذات، وهو يكره ما أخذت منها؟ لانت أهون على الله من ذلك، أو ما سمعته يقول: " مرج البحرين يلتقيان " ثم قال: " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " (2) وقال: " ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها " (3) أما والله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال، وقد سمعتم الله يقول: " وأما بنعمة ربك فحدث " (4) وقوله: " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ".

(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست