القاموس: ألم: باشر اللمم، وبه: نزل كلم، واللمم: صغار الذنوب.
" ليسوا لنا بموال " لان الموالاة ليست مجرد القول بل هي اعتقاد ومحبة في الباطن ومتابعة وموافقة في الظاهر لا ينفك أحدهما عن الآخر وروى في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال بعد كلام طويل لمدع كاذب أنه يرجو الله:
يدعي أنه يرجو الله، كذب والله العظيم، ما باله لا يتبين رجاؤه في عمله وكل من رجا عرف رجاؤه في عمله إلا رجاء الله، فإنه مدخول، وكل خوف محقق إلا خوف الله فإنه معلول، يرجو الله في الكبير، ويرجو العباد في الصغير فيعطي العبد مالا يعطي الرب فما بال الله جل ثناؤه يقصر به عما يصنع لعباده ألا تخاف أن تكون في رجائك له كاذبا أو تكون لا تراه للرجاء موضعا، وكذلك إن هو خاف عبدا من عبيده أعطاه من خوفه مالا يعطي ربه فجعل خوفه من العباد نقدا وخوفه من خالقه ضمارا ووعدا (1).
وقال ابن ميثم في شرح هذا الكلام: المدخول الذي فيه شبهة وريبة، و المعلول الغير الخالص، والضمار الذي لا يرجى من الموعود.
قال: وبيان الدليل أن كل من رجا أمرا من سلطان أو غيره فإنه يخدمه الخدمة التامة، ويبالغ في طلب رضاه، ويكون عمله له بقدر قوة رجائه له وخلوصه، ويرى هذا المدعي للرجاء غير عامل فيستدل بتقصيره في الأعمال الدينية على عدم رجائه الخالص في الله، وكذلك " كل خوف محقق إلا خوف الله فإنه معلول " توبيخ للسامعين في رجائه مع تقصيرهم في الأعمال الدينية انتهى (2).
والحاصل أن الأحاديث الواردة في سعة عفو الله سبحانه وجزيل رحمته و وفور مغفرته كثيرة جدا، ولكن لابد لمن يرجوها ويتوقعها من العمل الخالص المعد لحصولها، وترك الانهماك في المعاصي المفوت لهذا الاستعداد، كما عرفت