البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر، وأجراها في الفلك، وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت، ولم تمطر (1) السماء عليها فتنبت، ففتق السماء بالمطر، وفتق الأرض بالنبات، وذلك قوله عز وجل " أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " فقال الأبرش:
والله ما حدثني بمثل هذا الحديث أحد قط! أعد علي، فأعاد عليه، وكان الأبرش ملحدا فقال: وأنا أشهد أنك ابن نبي - ثلاث مرات (2).
2 - العلل: عن أبيه، عن الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن جعفر ابن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: كان علي عليه السلام يقوم في المطر أول مطر يمطر حتى يبتل رأسه ولحيته وثيابه، فيقال له: يا أمير المؤمنين، الكن! الكن! فيقول: إن هذا ماء قريب العهد بالعرش. ثم أنشأ يحدث فقال: إن تحت العرش بحرا فيه ماء ينبت به أرزاق الحيوان، وإذا أراد الله تعالى أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة منه أوحى الله عز وجل فمطر منه ما شاء من سماء إلى سماء حتى يصير إلى السماء الدنيا فتلقيه إلى السحاب، والسحاب بمنزلة الغربال، ثم يوحي الله عز وجل أن اطحنيه وأذيبيه ذوبان الملح في الماء ثم انطلقي به إلى موضع كذا وكذا وعبابا (3) وغير عباب، فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به، فليس من قطرة تقطر إلا ومعها ملك [حتى] يضعها موضعها، ولم ينزل من السماء قطرة من مطر إلا بقدر معدود ووزن معلوم إلا ما كان يوم الطوفان على عهد نوح عليه السلام فإنه نزل منها ماء منهمر بلا عدد ولا وزن (4).