محبوب، عن أبي ولاد، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله خلق حجابا من ظلمة مما يلي المشرق، ووكل به ملكا، فإذا غابت الشمس اغترف ذلك الملك غرفة بيديه (1) ثم استقبل بها المغرب يتبع الشفق، ويخرج من بين يديه قليلا قليلا ويمضي فيوافي المغرب عند سقوط الشفق، فيسرح في الظلمة ثم يعود إلى المشرق، فإذا طلع الفجر نشر جناحيه فاستاق الظلمة من المشرق إلى المغرب حتى يوافي بها المغرب عند طلوع الشمس (2).
بيان: هذا الخبر من معضلات الاخبار، ولعله من غوامض الاسرار، و " من " في قوله عليه السلام " من ظلمة " يحتمل البيان والتبعيض، والاستياق: السوق ولعل الكلام مبني على استعارة تمثيلية لبيان أن شيوع الظلمة واشتدادها تابعان لقلة الشفق وغيبوبته وكذا العكس، وأن جميع ذلك بتدبير المدبر الحكيم، و بتقدير العزيز العليم. وربما يؤول الخبر بأن المراد بالحجاب الظلماني ظل الأرض المخروطي من الشمس، وبالملك الموكل به روحانية الشمس المحركة لها الدائرة بها، وبإحدى يديه القوة المحركة لها بالذات التي هي سبب لنقل ضوئها من محل إلى آخر، وبالأخرى القوة المحركة لظل الأرض بالعرض بتبعية تحريك الشمس التي هي سبب لنقل الظلمة من محل إلى آخر، وعوده إلى المشرق إنما هو بعكس البدء بالإضافة إلى الضوء والظل وبالنسبة إلى فوق الأرض وتحتها ونشر جناحيه كأنه كناية عن نشر الضوء من جانب والظلمة من آخر.
وأقول: لعل السكوت عن أمثال ذلك ورد علمها إلى الإمام عليه السلام أحوط وأولى.
2 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: وقت المغرب إذا ذهبت الحمرة من المشرق، وتدري كيف ذلك؟ قلت: لا، قال: لان المشرق مطل