أعجبته كما أعجبت الآخر، فقال لها مثل مقالة صاحبه، فواعدته الساعة التي واعدت صاحبه، فاتفقا جميعا عندها في تلك الساعة، فاستحيى كل واحد من صاحبه حيث رآه وطأطأ رؤوسهما ونكسا، ثم نزع الحياء منهما، فقال أحدهما لصاحبه:
يا هذا! جاء بي الذي جاء بك، قال: ثم راوداها عن نفسها، فأبت عليهما حتى يسجدا لوثنها ويشربا من شرابها، وأبيا عليها وسألاها فأبت إلا أن يشربا من شرابها فلما شربا صليا لوثنها، ودخل مسكين فرأهما، فقالت لهما: يخرج هذا فيخبر عنكما، فقاما إليه فقتلاه، ثم راوداها عن نفسها فأبت حتى يخبراها بما يصعدان به إلى السماء، فأبيا وأبت أن تفعل، فأخبراها، فقالت ذلك لتجرب مقالتهما وصعدت، فرفعا أبصارهما إليها فرأيا أهل السماء مشرفين عليهما ينظرون إليهما، وتناهت إلى السماء فمسخت، فهي الكوكبة التي ترى.
10 - ومنه: عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، إن رجلا من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلاة قد ابتلى بحب اللهو وهو يسمع الغناء، فقال: أيمنعه ذلك من الصلاة لوقتها أو من صوم أو من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة أخ؟ قال: قلت: لا ليس يمنعه ذلك من شئ من الخير والبر، قال: فقال: هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك إن شاء الله. ثم قال: إن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات أعني ذلكم الحلال ليس الحرام، قال: فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم، قال: فألقى الله في همة أولئك الملائكة اللذات والشهوات كيلا يعيبون المؤمنين، قال: فلما أحسوا ذلك من هممهم عجوا إلى الله من ذلك، فقالوا: ربنا عفوك عفوك، ردنا إلى ما خلقتنا له، واخترتنا عليه، فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج. قال: فنزع الله ذلك من هممهم، قال: فإذا كان يوم القيامة وصار أهل الجنة في الجنة استأذن أولئك الملائكة على أهل الجنة فيؤذون لهم، فيدخلون عليهم فيسلمون عليهم ويقولون لهم: سلام عليكم بما صبرتم في الدنيا عن اللذات والشهوات الحلال.