يبق لي لسان أسأل الله تعالى به فكنت أسأله بقلبي واستغثت إلى سيدي و مولاي صاحب الزمان عليه السلام فلما جن علي الليل فإذا بالدار قد امتلأت نورا و إذا بمولاي صاحب الزمان، قد أمر يده الشريفة على وجهي وقال لي: اخرج وكد على عيالك، فقد عافاك الله تعالى، فأصبحت كما ترون.
وحكى الشيخ شمس الدين محمد بن قارون المذكور قال: واقسم بالله تعالى إن هذا أبو راجح كان ضعيفا جدا، ضعيف التركيب، أصفر اللون، شين الوجه مقرض اللحية، وكنت دائما أدخل الحمام الذي هو فيه وكنت دائما أراه على هذه الحالة وهذا الشكل فلما أصبحت كنت ممن دخل عليه، فرأيته وقد اشتدت قوته وانتصبت قامته، وطالت لحيته، واحمر وجهه، وعاد كأنه ابن عشرين سنة ولم يزل على ذلك حتى أدركته الوفاة.
ولما شاع هذا الخبر وذاع طلبه الحاكم وأحضره عنده وقد كان رآه بالأمس على تلك الحالة وهو الآن على ضدها كما وصفناه، ولم ير بجراحاته أثرا وثناياه قد عادت فداخل الحاكم في ذلك رعب عظيم، وكان يجلس في مقام الإمام عليه السلام في الحلة، ويعطي ظهره القبلة الشريفة، فصار بعد ذلك يجلس ويستقبلها، وعاد يتلطف بأهل الحلة، ويتجاوز عن مسيئهم، ويحسن إلى محسنهم، ولم ينفعه ذلك بل لم يلبث في ذلك إلا قليلا حتى مات.
ومن ذلك ما حدثني الشيخ المحترم العامل الفاضل شمس الدين محمد بن قارون المذكور قال: كان من أصحاب السلاطين المعمر بن شمس يسمى مذور، يضمن القرية المعروفة ببرس، ووقف العلويين، وكان له نائب يقال له: ابن الخطيب و غلام يتولى نفقاته يدعى عثمان، وكان ابن الخطيب من أهل الصلاح والايمان بالضد من عثمان وكانا دائما يتجادلان.
فاتفق أنهما حضرا في مقام إبراهيم الخليل عليه السلام بمحضر جماعة من الرعية والعوام فقال ابن الخطيب لعثمان: يا عثمان الآن اتضح الحق واستبان أنا أكتب على يدي من أتولاه، وهم علي والحسن والحسين، واكتب أنت من تتولاه أبو بكر