بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٨ - الصفحة ١١٣
فلما كنت قريبا إذا أنا بأسود قاعد على الطريق فقال: من الرجل؟ فقلت:
رجل من الحاج فقال: ما اسمك؟ قلت: خلف بن حماد فقال: ادخل بغير إذن فقد أمرني أن أقعد ههنا، فإذا أتيت أذنت لك، فدخلت فسلمت فرد علي السلام وهو جالس على فراشه وحده، ما في الفسطاط غيره، فلما صرت بين يديه سألني و سألته عن حاله.
فقلت له: إن رجلا من مواليك تزوج جارية معصرا لم تطمث، فلما افتضها فافترعها سال الدم، فمكث سائلا لا ينقطع نحوا من عشرة أيام، وإن القوابل اختلفن في ذلك فقال بعضهن: دم الحيض وقال بعضهن: دم العذرة، فما ينبغي لها أن تصنع؟ قال: فلتتق الله، فإن كان من دم الحيض فلتمسك عن الصلاة حتى ترى الطهر، وليمسك عنها بعلها، وإن كان من العذرة فلتتق الله ولتتوضأ ولتصل ويأتيها بعلها إن أحب ذلك، فقلت له: وكيف لهم أن يعلموا مما هي؟ حتى يفعلوا ما ينبغي؟
قال: فالتفت يمينا وشمالا في الفسطاط مخافة أن يسمع كلامه أحد قال:
ثم نهد إلي فقال: يا خلف سر الله، فلا تذيعوه، ولا تعلموا هذا الخلق أصول دين الله، بل ارضوا لهم ما رضي الله لهم من ضلال قال: ثم عقد بيده اليسرى تسعين ثم قال: تستدخل القطنة ثم تدعها مليا ثم تخرجها إخراجا رفيقا فإن كان الدم مطوقا في القطنة فهو من العذرة، وإن كان مستنقعا في القطنة فهو من الحيض. قال خلف:
فاستخفني الفرح، فبكيت فلما سكن بكائي فقال: ما أبكاك؟ قلت: جعلت فداك من كان يحسن هذا غيرك قال: فرفع يده إلى السماء وقال: والله إني ما أخبرك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن الله عز وجل (1).
بيان: المعصر الجارية أول ما أدركت وحاضت، أو هي التي قاربت الحيض قوله عليه السلام وهدأت الرجل أي بعد ما يسكن الناس عن المشي والاختلاف، قوله:
ثم نهد إلي أي نهض، قوله: ثم عقد بيده اليسرى تسعين أي وضع رأس ظفر

(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست