" هو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " كذا نزلت. وقال علي بن إبراهيم في قوله: " والذين آمنوا وعلموا الصالحات " نزلت في أبي ذر وسلمان وعمار والمقداد، لمن ينقضوا العهد " وآمنوا بما نزل على محمد " أي ثبتوا على الولاية التي أنزلها الله " وهو الحق " يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه " من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم " أي حالهم، ثم ذكر أعمالهم فقال: " ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل " وهم الذين اتبعوا أعداء أمير المؤمنين عليه السلام (1)، " وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ".
قال: وحدثني أبي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في سورة محمد آية فينا وآية في عدونا، والدليل على ذلك قوله: " كذلك يضرب الله للناس أمثالهم فإذا لقيتم الذين كفرا فضرب الرقاب " إلى قوله: " لانتصر منهم " فهذا السيف الذي هو على مشركي العجم (2) من الزنادقة ومن ليس معه الكتاب من عبدة النيران والكواكب، وقوله: " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب " فالمخاطبة للجماعة والمعنى لرسول الله صلى الله عليه وآله والامام بعده (3) " والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم " أي وعدها إياهم وادخرها لهم (4) " ليبلوا بعضكم ببعض " أي يختبر، ثم خاطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " ثم قال: " والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله " في علي " فأحبط أعمالهم " حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم، عن محمد بن علي، عن محمد فضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا: ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله في علي، إلا أن كشط الاسم " فأحبط أعمالهم ".