شاكا في ديني، فقال: دونك هذا الشاب، قال: ومن هذا الشاب؟ قال: علي بن أبي طالب (1) ابن عم رسول الله وأبو الحسن (2) والحسين ابني رسول الله وزوج فاطمة (3) ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله، فأقبل اليهودي على علي عليه السلام فقال كذا أنت؟ قال: نعم (4)، فقال: إني أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة، قال: فتبسم علي عليه السلام ثم قال:
يا يهودي ما منعك (5) أن تقول سبعا؟ قال: أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألتك عما بعدهن وإن لم تعلمهن علمت أنه ليس لك علم، فقال علي عليه السلام: فإني أسألك بالإله الذي بعثك (6) إن أنا أجبتك عن كل ما تريد لتدعن دينك ولتدخلن في ديني؟ فقال: ما جئت إلا لذلك، قال: فسل.
قال: فأخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي؟ وأول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي؟ وأول شئ اهتز على وجه الأرض أي شئ هو؟ فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام: فقال: أخبرني عن الثلاث الأخرى: عن محمد، كم بعده من إمام عادل؟ وفي أي جنة يكون؟ ومن الساكن معه في جنته؟ قال: يا يهودي (7) إن لمحمد من الخلفاء اثني عشر إماما عدلا لا يضرهم من خذلهم (8) ولا يستوحشون لخلاف من خالفهم، وأنهم أثبت في الدين (9) من الجبال الرواسي في الأرض، وإن مسكن محمد صلى الله عليه وآله في جنة عدن، معه أولئك الاثنا عشر إماما العدول (10)، قال: صدقت والله الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده وإملاء عمي موسى (11).