قال: أخبرني عن الواحدة: أخبرني عن وصي محمد كم يعيش بعده؟ وهل يموت موتا أو يقتل قتلا (1)؟ فقال: يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما، ثم يضرب ههنا (2) - يعني قرنه - فتخضب هذه من هذا، فصاح الهاروني (2) وقطع كستيجه وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وآله - وأنك وصيه الذي (4) ينبغي أن تفوق ولا تفاق، وأن تعظم ولا تستضعف، قال: ثم مضى به عليه السلام إلى منزله فعلمه معالم الدين (5).
[إعلام الورى: عن الكليني، عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد بن محمد بن خالد، عن أبيه مثله إلى قوله: فأخبرني عن أول قطرة قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي؟ وأول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي؟ وأول شجر (6) اهتز على وجه الأرض أي شجر هو (7)؟ فقال: يا هاروني أما أنتم فتقولون: أول قطرة قطرت على وجه الأرض حيث قتل أحد ابني آدم صاحبه وليس كذلك، ولكنه حيث طمثت حواء، وقبل أن تلد ابنيها، وأما أنتم فتقولون: أول عين فاضت على وجه الأرض العين التي بيت المقدس وليس هو كذلك، ولكنها عين الحياة التي وقف عليها موسى وفتاه، ومعهما النون المالح فسقط فيها فحيي، وهذا الماء لا يصيب ميتا إلا حيي، وأما أنتم فتقولون: أول شجر اهتز (8) على وجه الأرض الشجرة التي كانت منها سفينة نوح وليس هو كذلك، ولكنها النخلة التي أهبطت من الجنة وهي العجوة، ومنها تفرع كل ما ترى من أنواع النخل فقال: صدقت والله الذي لا إله إلا هو إني لاجد هذا في كتب أبي هارون كتابته بيده