الصفات على ما ذكرناه.
ثم أردف بقوله: (وأقام الصلاة وآتى الزكاة) فكان (1) هو المعني بها بدلالة قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (2)): واتفق أهل النقل على أنه عليه السلام هو المزكي في حال ركوعه في الصلاة، فطابق هذا الوصف وصفه في الآية المتقدمة وشاركه في معناه.
ثم أعقب ذلك بقوله عز اسمه: (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) وليس أحد من الصحابة إلا من نقض عهده (3) في الظاهر أو تقول ذلك عليه إلا أمير المؤمنين عليه السلام فإنه لا يمكن أحدا أن يزعم أنه نقض ما عاهد عليه رسول الله صلى الله عليه وآله من النصرة، والمواساة.
فاختص أيضا بهذا الوصف.
ثم قال سبحانه: (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس) ولم يوجد أحد صبر مع رسول الله صلى الله عليه وآله عند الشدائد غير أمير المؤمنين عليه السلام فإنه باتفاق وليه وعدوه لم يول دبرا ولا فر من قرن ولا هاب (4) في الحرب خصما، فلم استكمل هذه الخصال بأسرها (5) قال سبحانه: (أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) يعني به أن المدعو إلى اتباعه من جملة الصادقين، وهو من دل على اجتماع الخصال فيه، وذلك أمير المؤمنين عليه السلام وإنما عبر عنه بحرف الجمع تعظيما له وتشريفا، إذ العرب تضع لفظ الجمع على الواحد إذا أرادت أن تدل على نباهته (6) وعلو قدره وشرفه ومحله (7)، و إن كان قد يستعمل فيمن لا براد له ذلك إذا كان الخطاب يتوجه إليه ويعم غيره بالحكم