المكارم التي اختصوا بها يوجب قبح تقديم غيرهم عليهم ممن ليس لهم مكرمة واحدة يبدونها عند الفخار، وأما تشكيك بعض النواصب بأن هذه السورة مكية فكيف نزلت عند وقوع القضية التي وقعت في المدينة فمدفوع بما ذكره الشيخ أمين الدين الطبرسي قدس الله روحه بعد أن روى القصة بطولها ونزول الآية فيها عن ابن عباس ومجاهد وأبي صالح حيث يقول:
قال أبو حمزة الثمالي في تفسيره: حدثني الحسن بن [الحسن] أبو عبد الله بن الحسن أنها مدنية نزلت في علي وفاطمة عليهما السلام السورة كلها، ثم قال: حدثنا أبو الحمد مهدي ابن نزار الحسيني القايني عن عبيد الله بن عبد الله الحسكاني، عن أبي نصر المفسر، عن عمه أبي حامد عن يعقوب بن محمد المقري، عن محمد بن يزيد السلمي، عن زيد بن أبي موسى، عن عمر وبن هارون، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس قال: أول ما انزل بمكة (اقرأ باسم ربك) ثم ذكر السور المكية بتمامها خمسة وثمانين سورة، قال: ثم أنزلت بالمدينة البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلت، ثم الحديد، ثم سورة محمد صلى الله عليه وآله، ثم الرعد، ثم سورة الرحمن، ثم هل أتى، ثم الطلاق، ثم لم يكن، ثم الحشر، ثم إذا جاء نصر الله، ثم النور، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم سورة الصف، ثم الفتح، ثم المائدة، ثم سورة التوبة، فهذه ثمانية وعشرون سورة.
وقد رواه الأستاذ أحمد الزاهد بإسناده عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس في كتاب الايضاح وزاد فيه: وكانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما يشاء بالمدينة. وبإسناده عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن البصري أنهما عدا هل أتى فيما نزلت بالمدينة بعد أربع عشرة سورة. وبإسناده عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله عن ثواب القرآن، فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء، وساق الحديث إلى أن عد سورة هل أتى في السور المدنية بعد إحدى عشرة سورة. انتهى (1).