بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٦٥٤
كما روي أنه كان من أصحاب الصحيفة الملعونة (1) التي كتبوها لاخراج الخلافة عن أهل البيت عليهم السلام، ولو لم يكن يحبه حبا شديدا فلم كان يتغير عند شهادة كل شاهد على الوجه المتقدم؟!، مع أن المغيرة لم يكن ذا سابقة في الاسلام، ومن أهل الورع والاجتهاد حتى يتوهم أنه كان مثل ذلك سببا لحبه، وبغض المغيرة لأمير المؤمنين عليه السلام كان أظهر من الشمس، وقد اعترف ابن أبي الحديد (2) بذلك حيث قال: قال أصحابنا البغداديون: من كان إسلامه على هذا الوجه - أي على الخوف والمصلحة - وكانت خاتمته ما تواتر الخبر به من لعن علي عليه السلام على المنابر إلى أن مات على هذا الفعل، وكان المتوسط من عمره الزنا (3)، وإعطاء البطن والفرج سؤالهما، وممالاة الفاسقين، وصرف الوقت إلى غير طاعة الله، كيف نتولاه؟! وأي عذر لنا في الامساك عنه؟ وأن لا نكشف للناس فسقه...
وذكر (4) أخبارا كثيرة في أنه - لعنه الله - كان يلعن عليا عليه السلام على المنبر ويأمر بذلك، وكذا اشتهاره بالزنا في الجاهلية والاسلام مما اعترف به ابن أبي الحديد (5)، فكفى طعنا لعمر حبه لمثل هذا الرجل مثل هذا الحب، وهل يظن أحد بعمر أنه لم يكن يعلم بغضه لأمير المؤمنين عليه السلام، وقد كان سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول: لا يحب عليا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر (6) منافق (7).

(١) قد مرت مفصلا في بحار الأنوار ٢٨ / ٨٥ - ١٠٠ [الحجرية كمباني ٨ / ١٩ و ٢٣ و ٥٤].
(٢) في شرحه على النهج: ٢٠ / ١٠، وذكر عن الأغاني فيه: كيفية إسلام المغيرة، فهي حرية بالملاحظة.
(٣) في المصدر: الفسق والفجور، بدلا من: الزنا.
(٤) في شرح النهج لابن أبي الحديد ٢٠ / ١٠.
(٥) انظر: شرحه على النهج ٤ / ٦٩، و ٦ / ٢٨٨، وغيرها.
وقد مرت آنفا مصادر أخرى في ذلك، فراجع.
(٦) لا توجد: كافر، في (س).
(٧) جاء بألفاظ مختلفة وبأسانيد متعددة - والمعنى واحد -، مثل: لا يحب عليا المنافق ولا يبغضه المؤمن. أو بزيادة: ولا يحبه إلا مؤمن. أو قوله (ص): لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.
ذكر في الغدير ٣ / ١٨٣ - ١٨٨ أكثر من ثلاثين مصدرا ينتهي إسنادها إلى ابن عباس، وسلمان، وأبي ذر، وحذيفة اليماني، وأبي ليلى الغفاري، وغيرهم، أخرج عنهم جمع كبير من الحفاظ والاعلام، فراجع.
وأورده الحميدي أبو بكر عبد الله بن الزبير - المتوفى سنة ٢١٩ ه‍ - في مسنده ١ / ٣١ حديث ٥٨، والترمذي عن طريق يحيى بن عيسى ٤ / ٣٣٢، وغيرهما.
وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أهل البيت (ع): لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد ولا يبغضهم.. الرياض النضرة ٢ / ١٨٩، وتاريخ بغداد ٣ / 289.
وقول علي عليه السلام لا يحبني كافر ولا ولد زنا. كما في شرح ابن أبي الحديد 1 / 373.
(٦٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 649 650 651 652 653 654 655 657 658 659 660 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691