بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٦٥٩
المغالاة لا يقتضي جواز الارتجاع، بل استلزام الحرمة له أيضا محل تأمل.
وقال ابن أبي الحديد (1) - أيضا - في شرح غريب ألفاظ عمر في حديثه أنه خطب، فقال: ألا لا تغالوا في صداق النساء، فإن الرجل يغالي بصداق المرأة حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوة، يقول جشمت إليك عرق القربة (2).
قال أبو عبيدة: معناه: تكلفت لك حتى عرقت عرق القربة، وعرقها:
سيلان مائها.
وقال الفخر الرازي في تفسيره (3): روي أن عمر بن الخطاب (4) قال على المنبر: ألا لا تغالوا في مهور نسائكم، فقامت امرأة فقالت: يا ابن الخطاب! الله يعطينا وأنت تمنعنا (5)، وتلت (6) قوله تعالى: * (وآتيتم إحداهن قنطارا..) * (7)

(١) في شرحه على النهج ١٢ / ١٣٤ - ١٣٥ بتصرف. وانظر: الفائق ٢ / ١٣٥، وغيرهما.
(٢) جاء في حاشية (ك) حاشية لم يعلم عليها، ولعل محلها هنا، وهي: قال الجوهري: قال الأصمعي: يقال: لقيت من فلان عرق القربة، ومعناه: الشدة، ولا أدري ما أصله. وقال غيره:
العرق إنما هو للرجل لا للقربة. قال: وأصله: أن القرب إنما تحملها الإماء الزوافر، ومن لا معين له، وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إلى حملها بنفسه فيعرق لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، فيقال: تجشمت لك عرق القربة.
وفي النهاية، في حديث عمر: جشمت إليك عرق القربة.. أي تكلفت إليك وتعبت حتى عرقت كعرق القربة، وعرقها سيلان مائها.
وقيل: أراد بعرق القربة عرق حاملها من ثقلها.
وقيل: أراد إني قصدتك وسافرت إليك واحتجت إلى عرق القربة وهو ماؤها.
وقيل: أراد تكلفت لك ما لم يبلغه أحد وما لا يكون، لان القربة لا تعرق. [(منه قدس سره)].
انظر الصحاح ٤ / ١٥٢٢ - ١٥٢٣، والنهاية ٣ / ٢٢٠ - ٢٢١.
(٣) تفسير الفخر الرازي ١٠ / ١٣.
(٤) لا توجد في المصدر: بن الخطاب.
(٥) في التفسير: وأنت تمنع.
(٦) في (س): ثلث، وفي نسخة جاءت عليها: تلت. وفي المصدر: وتلت هذه الآية.
(٧) النساء: ٢٠.
(٦٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 653 654 655 657 658 659 660 661 662 663 664 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691