بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٦٥٨
بل كان الواجب عليه (1) أن يرد عليها ويوبخها ويعرفها أنه ما حظر ذلك وإنما تكون الآية حجة عليه لو (2) كان حاظرا مانعا.
وأما التواضع فلا يقتضي إظهار القبيح وتصويب الخطأ، إذ (3) لو كان الامر على ما توهمه المجيب (4) لكان (5) هو المصيب والمرأة مخطئة، وكيف يتواضع بكلام يوهم أنه المخطئ وهي المصيبة؟ انتهى.
أقول: ومما يدل على بطلان كون هذا (6) الامر للاستحباب ما رواه ابن أبي الحديد (7) في شرح نهج البلاغة أنه خطب فقال: لا يبلغني أن امرأة تجاوز صداقها صداق زوجات رسول الله (8) صلى الله عليه [وآله] إلا ارتجعت ذلك منها، فقامت إليه امرأة فقالت: والله ما جعل الله ذلك لك (9)، إنه تعالى يقول: * (وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا..) * (10)، فقال عمر: لا تعجبون (11) من إمام أخطأ وامرأة أصابت، ناضلت إمامكم فنضلته! (12).
والمناضلة: المغالبة في الرمي، ونضلته.. أي غلبته فيه (13)، فإن كراهة

(١) لا توجد: عليه، في المصدر.
(٢) في (ك): ولو.
(٣) في الشافي: الواو، بدلا من: إذ.
(٤) في المصدر: صاحب الكتاب.
(٥) في (س): لو كان.
(٦) لا توجد: هذا، في (س).
(٧) شرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ١٨٢ [١ / ٦١]، وأشار إليه في ١٢ / ٢٠٨ [٣ / ٩٦]، وغيرها من الموارد. وقريب منه في تفسير الخازن ١ / ٣٥٣، وتفسير القرطبي ٥ / ٩٩، والأربعين للرازي:
٤٦٧، والتمهيد للباقلاني: ١٩٩، وغيرهم.
(٨) في المصدر: صداق نساء النبي.
(٩) في شرح النهج: فقالت له امرأة: ما جعل لك ذلك.
(١٠) النساء: ٢٠.
(١١) في المصدر: فقال: كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال، ألا تعجبون، وهو الظاهر.
(١٢) في شرح النهج: فاضلت إمامكم ففضلته.
(١٣) كما في المصباح المنير ٢ / ٣١٧، وانظر: مجمع البحرين ٥ / ٤٨٤، والصحاح ٥ / ١٨٣١، والقاموس ٤ / ٥٨، والنهاية 5 / 72، وغيرها.
(٦٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 652 653 654 655 657 658 659 660 661 662 663 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691