بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٥٩١
وقد روى البخاري (1) في صحيحه، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] مات وأبو بكر بالسنح، قال: قال إسماعيل: تعني بالعالية، فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله (ص). قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أبو بكر فكشف عن وجه (2) رسول الله (ص) فقبله، وقال: بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا، والذي نفسي بيده لا يذيقك (3) الله الموتتين أبدا، ثم خرج فقال: أيها الحالف! على رسلك، فلما تلكم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه، وقال: ألا من كان يعبد محمد... الخبر (4).
فقوله: في رواية عائشة: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك.. صريح في نفي ما (5) ذكره، إذ ظاهر أنه حكاية كلام عمر بعد تلك الواقعة مؤكدا بالحلف عليه، بل لا يرتاب ذو فطنة في أن قوله: فوالله ما ملكت نفسي حيث سمعتها أن سقطت إلى الأرض وعلمت أن رسول الله قد مات.. مما قاله عمر بعد ذلك اليوم وحكاية لما جرى فيه، فلو كان للمصلحة لا على وجه الاعتقاد لبين (6) ذلك للناس بعد مجئ أبي بكر، أو بعد ذلك اليوم وزوال الخوف، ولم ينقل أحد من نقلة الاخبار ذلك، بل رووا ما يدل على خلافه.
قال المفيد قدس الله روحه في المجالس (7): روي عن (8) محمد بن إسحاق،

(١) صحيح البخاري ٧ / 22 - 23 في فضائل أصحاب النبي (ص)، وفي الجنائز باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه، وفي كتاب المغازي باب مرض النبي (ص).
(2) لا يوجد في الجامع: وجه.
(3) في نسخة جاءت في جامع الأصول: لا يذيقنك.
(4) وأورده في جامع الأصول 4 / 85 - 87، حديث 2074.
(5) لا توجد: ما، في (س).
(6) في (س): تبين.
(7) كتاب العيون والمحاسن للشيخ المفيد: 195 - 196.
(8) لا توجد في (س): عن.
(٥٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 586 587 588 589 590 591 592 593 594 595 596 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691