بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٤٢٦
الواردة في أنهما كانا من نور واحد، وما اتفقت عليه الخاصة والعامة من أنه لما وقع منه عليه السلام ما وقع يوم أحد، قال جبرئيل: يا محمد! إن هذه لهي المواساة.
فقال صلى الله عليه وآله: إنه مني وأنا منه. فقل جبرئيل: وأنا منكما (1) ولم يقل:
وإنكما مني.. رعاية للأدب وتنبيها على شرف منزلتهما، وقوله تعالى: * (وأنفسنا وأنفسكم) * (2) في آية المباهلة (3)، وقوله صلى الله عليه وآله لبني وليعة (4): لأبعثن إليكم رجلا كنفسي.. (5) وغير ذلك مما سيأتي.
وأما أن يراد به الاختصاص الذي نشأ من كونه عليه السلام من أهل بيت الرسالة، ويناسبه ما ورد في بعض الروايات: لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي (6)، أو ما نشأ من كثرة المتابعة وإطاعة الأوامر كما فهمه بعض الأصحاب وأيده بقوله تعالى: * (فمن تبعني فإنه مني) * (7) وعلى أي التقادير يدل على أن من لم يتصف بهذه الصفة لا يصلح للأداء عن الرسول صلى الله عليه وآله، وكلما كان هذا الاختصاص أبلغ في الشرف كان أكمل في إثبات الفضيلة

(١) كما جاء في تاريخ الطبري ٢ / ٥١٤، وتاريخ الكامل لابن الأثير ٢ / ١٥٤ وذيلهما حري بالملاحظة، وتفسير الفرات الكوفي: ٢٢، وكتاب عيون أخبار الرضا (ع) ١ / ٨١ - ٨٥، حديث ٩، وإرشاد المفيد: ٥٤٣ - ٥٤٨، وقد ورد مواساة أمير المؤمنين عليه السلام في غزوة أحد في موارد مختلفة من بحار الأنوار، منها: ٢٠ / ٥٤ و ٥٥ و ٦٩ و ٧١ و ٨٥ و ٩٥ و ١٠٥ و ١٠٧ و ١٠٨ و ١١٢ و ١١٣ و ١٢٩ و ١٤٤، و ٣٩ / ١١١.
(٢) إبراهيم: ٣٦.
(٣) قد فصل المصنف - قدس سره - البحث فيها في بحاره: ٢١ / ٢٧٦، و ٣٧ / ٤٩.
(٤) قال في القاموس ٣ / ٩٧: بنو وليعة - كسفينة -: حي من كندة.
(٥) كما جاء في مستدرك الصحيحين ٢ / ١٢٠، وخصائص النسائي ١٩، ومجمع الهيثمي ٧ / ١١٠، وكنز العمال ٦ / ٤٠٠، والاستيعاب ٢ / ٤٦٤، وتفسير الكشاف في تفسير قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق..) * الخ من سورة الحجرات، وغيرها كثير.
(٦) كما جاء في عيون أخبار الرضا (ع) ٢ / ٦١، باب ٣١، حديث ٢٤٣، وعلل الشرائع ١ / ١٨٩، باب ١٥٠، حديث ١، وتلاحظ بقية روايات الباب، وإرشاد المفيد: ٣٧.
(٧) آل عمران: ٦١.
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691