بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٣٥
قال الزمخشري في المستقصى (1): أبدى الصريح عن الرغوة هذا من مقلوب (2) الكلام، وأصله أبدت الرغوة عن الصريح، كقوله وتحت الرغوة اللبن الصريح. قال (3) عبيد الله بن زياد لهانئ بن عروة حين سأل (4) عن مسلم ابن عقيل (5) - وكان متواريا عنه - فجحد ثم أقر، يضرب في ظهور كامن الامر.
قوله: انفا - ككتف أو كصاحب - ولعله من الانفة بمعنى الاستنكاف (6) والتكبر، والأظهر إلبا - باللام والباء - بقرينة حربا، يقال: هم عليه إلب - بالفتح والكسر - أي مجتمعون عليه بالظلم والعداوة، والتأليب: التحريص والافساد، والألب - بالفتح -: التدبير على العدو من حيث لا يعلم والطرد الشديد (7)، والألب والحرب كثيرا ما يذكران معا، وعلى تقديرين لا بد من تجوز في اللام.
وقال الجوهري (8): شببت النار والحرب أشبها شبا وشبوبا: إذا أوقدتهما.
قوله عليه السلام: ولكن أسف يبريني.. أي يهزلني، من بريت السهم (9) أو ينبريني من انبرى له أي اعترض (10)، أو يريني من ورى القيح جوفه: أفسده، وفلان فلانا أصاب رئته (11)، أو يريبني من أربيته.. أي زدته (12) يعني يزيدني هما،

(١) المستقصى ١ / ١٥.
(٢) في (س): مغلوب - بالغين المعجمة - وهو خلاف الظاهر.
(٣) في المستقصى: قاله.
(٤) في المصدر: سأله.
(٥) في المستقصى: مسلم بن عقيل بن أبي طالب.
(٦) كما جاء في القاموس ٣ / ١١٩، والصحاح ٤ / ١٣٣٣، وغيرهما.
(٧) ذكره في لسان العرب ١ / ٢١٥ - ٢١٦، والقاموس ١ / ٣٧.
(٨) الصحاح ١ / ١٥١، ونظيره في لسان العرب ١ / ٤٨١، وفيهما: أوقدتها.
(٩) قال في القاموس ٤ / ٣٠٣: وبراه السفر يبريه بريا: هزله. وقال في الصحاح ٦ / ٢٢٨٠: وبريت (٣) القلم بريا وبريت البعير أيضا: إذا حسرته وأذهبت لحمه.
(١٠) كما جاء في الصحاح ٦ / ٢٢٨٠، والقاموس ٤ / ٣٠٣، وغيرهما.
(١١) ذكره في القاموس ٤ / ٣٩٩، وتاج العروس ١٠ / ٣٨٨.
(١٢) نص عليه في النهاية ٢ / ١٩٢، ولسان العرب ٧ / 305، وغيرهما.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691