ودنو من (1) طلعة مالا تعرفون، ألا وإن (2) من أدركها منا يسري فيها بسراج منير، ويحذو فيها على مثال الصالحين، ليحل فيها ربقا، ويعتق رقا (3)، ويصدع شعبا، ويشعب صدعا، في سترة عن الناس، لا يبصر القائف أثره ولو تابع نظره، ثم ليشحذن فيها قوم شحد القين النصل، تجلى بالتنزيل أبصارهم، ويرمى بالتفسير في مسامعهم، ويغبقون (4) كأس الحكمة بعد الصبوح.
منها: وطال الأمد بهم ليستكملوا الخزي ويستوجب (5) الغير، حتى إذا اخلولق الاجل، واستراح قوم إلى الفتن، واشتالوا (6) عن لقاح حربهم، لم يمنوا على الله بالصبر، ولم يستعظموا بذل أنفسهم في الحق، حتى إذا (7) وافق وارد القضاء انقطاع مدة البلاء، حملوا بصائرهم على أسيافهم، ودانوا لربهم يأمر وأعظهم، حتى إذا قبض الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم رجع قوم على الأعقاب، وغالتهم (8) السبل، واتكلوا على الولائج (9)، ووصلوا غير الرحم، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته، ونقلوا البناء عن رص أساسه فبنوه (10) في غير