خبره، وفي هذا السؤال والجواب أيضا تشويش وإعضال، ويمكن توجيههما بأن يكون ما يزور أئمة الضلال من الشياطين مع ما يخلق الله منهم في ليلة القدر أكثر من الملائكة النازلين على الامام، وإن كان جميع الملائكة أكثر من الشياطين فيستقيم قوله عليه السلام:
صدقت، ويمكن حمل الكلام على جميع الملائكة، وقوله: صدقت: على أن التصديق لقول الشيعة لا لقولهم، وهذا أنسب بقوله: كما شاء الله، لكنه مخالف للأخبار الدالة على أن الملائكة أكثر من سائر الخلق.
قوله: فلو سأل أي إمام الجور وولي الامر وهو المسؤول.
قوله: لقال أي ولي الأمر، وقوله: رأيت على صيغة الخطاب، قوله:
الذي هو عليها، الظاهر أن المراد به خليفة الجور، وضمير " عليها " راجع إلى الضلالة أو الخلافة، وقيل: ضمير " عليها " راجع إلى خليفة الجور، والمراد بالخليفة خليفة العدل، ولا يخفى بعده وعلى الأول فالمراد بقوله: ليس بشئ أن بطلانه ظاهر لما تقدم، وعلى الثاني المراد به أنه مخالف لمذهبهم، وقوله: وسيقولون جملة حالية نظير قوله تعالى: " وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا " (1) ليس هذا بشئ أي هذا الكلام الأخير أو سائر ما مر مباهتة وعنادا، وقيل: أي إن قالوا لا ينزل إلى أحد فسيقولون بعد التنبيه إنه ليس بشئ ولا يخفى ما فيه.
أقول: وروى الشيخ شرف الدين رحمه الله في كتاب تأويل الآيات الباهرة باسناده عن محمد بن جمهور عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قوله عز وجل: " خير من ألف شهر " هو سلطان بني أمية، وقال: ليلة من إمام عدل خير من ألف شهر من ملك بني أمية، وقال: " تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم " أي من عند ربهم على محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بكل أمر سلام " (2).