بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٩٦
خبره، وفي هذا السؤال والجواب أيضا تشويش وإعضال، ويمكن توجيههما بأن يكون ما يزور أئمة الضلال من الشياطين مع ما يخلق الله منهم في ليلة القدر أكثر من الملائكة النازلين على الامام، وإن كان جميع الملائكة أكثر من الشياطين فيستقيم قوله عليه السلام:
صدقت، ويمكن حمل الكلام على جميع الملائكة، وقوله: صدقت: على أن التصديق لقول الشيعة لا لقولهم، وهذا أنسب بقوله: كما شاء الله، لكنه مخالف للأخبار الدالة على أن الملائكة أكثر من سائر الخلق.
قوله: فلو سأل أي إمام الجور وولي الامر وهو المسؤول.
قوله: لقال أي ولي الأمر، وقوله: رأيت على صيغة الخطاب، قوله:
الذي هو عليها، الظاهر أن المراد به خليفة الجور، وضمير " عليها " راجع إلى الضلالة أو الخلافة، وقيل: ضمير " عليها " راجع إلى خليفة الجور، والمراد بالخليفة خليفة العدل، ولا يخفى بعده وعلى الأول فالمراد بقوله: ليس بشئ أن بطلانه ظاهر لما تقدم، وعلى الثاني المراد به أنه مخالف لمذهبهم، وقوله: وسيقولون جملة حالية نظير قوله تعالى: " وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا " (1) ليس هذا بشئ أي هذا الكلام الأخير أو سائر ما مر مباهتة وعنادا، وقيل: أي إن قالوا لا ينزل إلى أحد فسيقولون بعد التنبيه إنه ليس بشئ ولا يخفى ما فيه.
أقول: وروى الشيخ شرف الدين رحمه الله في كتاب تأويل الآيات الباهرة باسناده عن محمد بن جمهور عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قوله عز وجل: " خير من ألف شهر " هو سلطان بني أمية، وقال: ليلة من إمام عدل خير من ألف شهر من ملك بني أمية، وقال: " تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم " أي من عند ربهم على محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بكل أمر سلام " (2).

(١) البقرة: ٢٤.
(٢) كنز الفوائد: ٣٧٣ (النسخة الرضوية) وروى أيضا في ص 475 باسناده عن محمد بن العباس رحمه الله عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: " خير من ألف شهر " قال: من ملك بنى أمية قال: وقوله: " تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم " أي من عند ربهم على محمد وآل محمد " بكل أمر سلام ".
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364