بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٩١
الحكم بالظن الذي يزول بظن آخر كما مر.
قوله: اقطع قاطع الكف، عمل به أكثر أصحابنا وإن ضعف الخبر عندهم.
قوله: فلذلك عمي بصري، هذا اعتراف منه كما يدل عليه ما سيأتي، لا استفهام إنكار كما يتراءى من ظاهره، ثم بعد اعترافه قال له عليه السلام: وما علمك بذلك؟ وقوله:
فوالله، من كلام الباقر عليه السلام، وقائل: " فاستضحك " أيضا الباقر عليه السلام، وقوله:
ما تكلمت بصدق، إشارة إلى اعترافه.
ثم لما استبعد ابن عباس في اليوم السابق علمه عليه السلام بتلك الواقعة ذكر عليه السلام تفصيلها بقوله: قال لك علي بن أبي طالب، ليظهر لابن عباس علمه بتفاصيل تلك الواقعة، قوله: تتبدا لك الملك، يمكن أن يكون المراد ظهور كلامه له، وعلى التقديرين لعله باعجاز أمير المؤمنين عليه السلام، فقال أي الملك: رأت عيناي ما حدثك به علي عليه السلام من نزول الملائكة، لأني من جملة الملائكة النازلين عليه، ولم تره عينا علي لأنه محدث ولا يرى الملك في وقت إلقاء الحكم.
وقر في سمعه كوعد، أي سكن وثبت، ثم صفقك أي الملك وهو كلام الباقر عليه السلام، والصفقة: الضربة يسمع لها صوت قوله: ما اختلفنا في شئ، لعل غرضه أن الله يعلم المحق منا والمبطل، تعريضا بأنه محق، أو غرضه الرجوع إلى القرآن في الاحكام، فأجاب عليه السلام بأنه لا ينفع لرفع الاختلاف، وكان هذه المناظرة بين الباقر عليه السلام وابن عباس في صغره وفي حياة أبيه عليهما السلام إذ ولادته عليه السلام كانت في سنة سبع وخمسين، ووفاة ابن عباس سنة ثمان وستين، ووفاة سيد الساجدين عليه السلام سنة خمس وتسعين.
قوله عليه السلام: والمحكم ليس بشيئين، الحكيم فعيل بمعنى مفعول، أي المعلوم اليقيني، من حكمه كنصره: إذا أتقنه كأحكمه والمراد بشيئين أمران متنافيان (1) كما يكون في المظنونات، والمراد بالعلم الخاص العلوم اللدنية (2) من المعارف

(1) في النسخة المصححة: أمران متباينان.
(2) في النسخة المصححة: من العلوم الدينية.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364