بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٩٢
الإلهية، وبالمكنون العجيب المغيبات البدائية، أسرار القضاء والقدر كما سيأتي إنشاء الله.
قوله: فقد رضيه، إما تفسير للاذن بالرضا، أو هو لبيان أن من ينزلون عليه هو مرضي لله، يسلم عليك، التخصيص على المثال، أو لأنه كان مصداقه في زمان نزول الآية.
قوله عليه السلام: فهذه فتنة، أقول: في الآية قراءتان: إحداهما " لا تصيبن " وهي المشهورة، والأخرى " لتصيبن " باللام المفتوحة، وقال الطبرسي هي قراءة أمير المؤمنين عليه السلام وزيد بن ثابت وأبو جعفر الباقر عليه السلام وغيرهم (1) فعلى الأول قيل: إنه جواب الامر على معنى إن أصابتكم لا تصيب الظالمين منكم خاصة، وقيل: صفة لفتنة و " لا " للنفي أو للنهي على إرادة القول، وقيل: جواب قسم محذوف، وقيل إنه نهي بعد الامر باتقاء الذنب عن التعرض للظلم، فإن وباله يصيب الظالم خاصة وقيل كلمة " لا " زائدة، وقيل إن أصلها " لتصيبن " فزيد الألف للاشباع، وعلى القراءة الثانية جواب القسم.
فما ذكره عليه السلام شديد الانطباق على القراءة الثانية، وكذا ينطبق على بعض محتملات القراءة الأولى ككونه نهيا أو " لا " زائدة أو مشبعة، وأما على سائر المحتملات فيمكن أن يقال إنه لما ظهر من الآية انقسام الفتنة إلى ما يصيب الظالمين خاصة وما يعمهم وغيرهم فسر عليه السلام الأولى بما أصاب الثلاثة الغاصبين للخلافة وأتباعهم الذين أنكروا كون ليلة القدر بعد الرسول صلى الله عليه وآله ووجود إمام بعده تنزل الملائكة والروح على أحد بعده.
وأيده بآية أخرى نزلت في الذين فروا يوم أحد مرتدين على أعقابهم، وهم الذين غصبوا الخلافة بعده وأنكروا الإمامة جهارا، وأما الفتنة العامة فهي التي شملت عامة الخلق من اشتباه الامر عليهم وتمسكهم بالبيعة الباطلة والاجماع المفترى

(1) مجمع البيان 4: 532.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364