بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٩٤
قوله صلى الله عليه وآله: يعبدونني بايمان، كأنه عليه السلام فسر الشرك باعتقاد النبوة في الخليفة، فمن قال غير ذلك: هذا تفسير لقوله: ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون " يعني ومن كفر بهذا الوعد بأن قال: مثل هذا الخليفة لا يكون إلا نبيا، ولا نبي بعد محمد فالوعد غير صادق، أو كفر بالموعود بأن قال إذا ظهر أمره: هذا نبي، أو قال:
ليس بخليفة لانكار العامة المرتبة المتوسطة بين النبوة وآحاد الرعية.
فقد مكن، إشارة إلى قوله: " ليمكنن لهم " فهذا يشمل جميعهم، وقوله:
" وليبدلنهم " إشارة إلى غلبتهم في زمان القائم عليه السلام. فظاهر، أي في كل زمان، و أما إبان أجلنا، أي تبديل الامن بالخوف.
قوله: وكان الامر، أي الدين واحدا لا اختلاف فيه. قوله عليه السلام: ولذلك إي لعدم الاختلاف جعلهم شهداء لان شهادة بعضهم على بعض بالحقية لا يكون إلا مع التوافق، وكذا على غيرهم لا يتأتى إلا مع ذلك إذ الاختلاف في الشهادة موجب لرد الحكم، ويحتمل أن يكون المراد بالمؤمنين الأئمة عليهم السلام، أي حكم الله حكما حتما أن لا يكون بين أئمة المسلمين اختلاف، وأن يكونوا مؤيدين من عنده تعالى ولكونهم كذلك جعلهم شهداء على الناس، قوله: لمن علم، أي كون الدفع لكمال عذاب الآخرة وشدته، إنما هو لمن علم أنه لا يتوب، وأما من علم أنه يتوب فإنما يدفع عنه لعلمه بأنه يتوب. قوله (1) عليه السلام: والجوار، أي المحافظة على الذمة والأمان، أو رعاية حق المجاورين في المنزل، أو مطلق المجاورين والمعاشرين والتقية منهم وحسن المعاشرة معهم، والصبر على أذاهم.
قوله عليه السلام: الامر واليسر، لعل المراد أنه كان يعلم العلوم على الوجه الكلي الذي يمكنه استنباط الجزئيات منه، وإنما يأتيه في ليلة القدر تفصيل أفراد تلك الكليات لمزيد التوضيح ولتسهيل الامر عليه في استعلام الجزئيات، ثم ذكر عليه السلام بعد ذلك فائدة أخرى لنزول ليلة القدر وهي أن إخبار ما يلزمهم إخباره وإمضاء ما أمروا به من التكاليف موقوف على تكرير الاعلام في ليلة القدر، ويحتمل أن يكون المراد

(1) في الحديث المتقدم تحت رقم: 68.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364