بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٩٣
والتحذير إنما هو عن هذه الفتنة.
قوله عليه السلام (1): وإنها لسيدة دينكم، أي الحجة القوية التي ترجعون إليها في أمر دينكم وإنها لغاية علمنا، أي دالة على غاية علمنا، قوله: فإنها، أي الآيات لولاة الامر أي الأئمة عليهم السلام وفي شأنهم، والانزال إنما هو عليهم بعده والانذار بهم.
ثم استشهد عليه السلام بقوله: " وإن من أمة " حيث يدل على وجود المنذر في كل عصر من الماضين فكيف لا يكون في الاعصار بعده نذير؟ والنبي صلى الله عليه وآله لم يكف لانذار من بعده بدون نائب يبلغ عنه، كما أنه في زمانه صلى الله عليه وآله بعث قوما لانذار من بعد عنه، والفرق بين بعثته في حال الحياة والمنذر بعد الوفاة أن في الأول لم يشترط العصمة بخلاف الثاني، لأنه إن ظهر منهم فسق في حياته كان يمكنه عزلهم، بخلاف ما بعد الوفاة.
قوله: من البعثة، هي بالتحريك، أي المبعوثين. وإبان الشئ بكسر الهمزة و تشديد الباء حينه أو أوله. قوله فقد رد على الله عز وجل علمه، أي معلومه، وهو ما يعلمه من نزول العلوم فيها على الأوصياء، أو علمه الذي أهبطه على أوليائه، لان علم الله في الأمور المتجددة في كل سنة لابد أن ينزل في ليلة القدر إلى الأرض ليكون حجة على الأنبياء والمحدثين لنبوتهم وولايتهم فالراد لليلة القدر هو الراد على الله علمه الجاحد أن يكون علمه في الأرض قوله صلى الله عليه وآله: فلا شك، أي في نزول جبرئيل عليهم، وإنما أبهم عليه السلام الامر في الأوصياء إما للتقية أو لقصور عقل السائل، لئلا يتوهم النبوة فيهم. قوله: ووصفه أي وصف الامر لوصيه. وفي نسخ الكافي: " ووضع " على بناء المعلوم أو المجهول، أي وضع الله وقرر نزول الامر لوصيه، وربما يقرأ: " ووضع " بالتنوين عوضا عن المضاف إليه عطفا على الامر. قوله عليه السلام: أستخلفكم بصيغة المتكلم بعلمي أي لحفظه.

(1) في الحديث المتقدم تحت رقم: 62.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364