بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٩٠
خطاب مع أهل البيت عليهم السلام، أي لا تحزنوا على مصيبتكم للذي فات عنكم " ولا تفرحوا " خطاب مع المخالفين، أي لا تفرحوا بالخلافة التي أعطاكم الله إياها بسبب سوء اختياركم وإحدى الآيتين مقدمة والأخرى مؤخرة، فاجتمعتا في مكان واحد في تأليف عثمان.
الرابع: ما قيل: إن قوله: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم " خطاب للشيعة حيث فاتهم خلافة علي عليه السلام.
" ولا تفرحوا بما آتاكم " خطاب لمخالفيهم حيث أصابتهم الخلافة المغصوبة، و إحدى القضيتين مقدمة على الأخرى.
أقول: إذا تأملت في تلك الوجوه لا يخفى عليك حسن ما ذكرنا أولا وشدة انطباقه على الآية والخبر أولا وآخرا، والله يعلم حقائق أخبار حججه عليهم السلام.
قوله عليه السلام: إذا استضحك، كأنه مبالغة في الضحك، ويقال: اغرورقت عيناه أي دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما.
قوله عليه السلام: هل رأيت الملائكة، إشارة إلى تتمة الآية إذ هي هكذا: " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " فيظهر منه أنه عليه السلام فسر الآية بأن هذا الخطاب من الملائكة سيكون في الدنيا بحيث يسمعون كلامهم، وذهب جماعة إلى أن الخطاب في الدنيا وهم لا يسمعون، أو عند الموت وهم يسمعون، وما ذكره عليه السلام ألصق بالآية فالمراد بالاستقامة الاستقامة على الحق في جميع الأقوال والافعال وهو ملزوم العصمة.
قوله عليه السلام: صدقت، أي في قولك: إنما المؤمنون إخوة، لكن لا ينفعك إذ الاخوة لا يستلزم الاشتراك في جميع الكمالات، أو قال ذلك على سبيل المماشاة والتسليم أو على التهكم، وإنما ضحك عليه السلام لوهن كلامه وعدم استقامته.
قوله عليه السلام: وابعث به إلى ذوي عدل، لعل ذلك للأرش، وقد قال ابن إدريس وبعض أصحابنا فيه بالأرش والاختلاف الذي ألزمه عليه السلام عليه إما بين قوله:
صالحه، وقوله: وابعث، لتنافيهما، أو بينهما وبين قوله: أعطه دية كفه، أو لاختلاف تقويم المقومين، فلا يبتني عليه حكم الله وفيه شئ، أو المراد بالاختلاف
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364