خطاب مع أهل البيت عليهم السلام، أي لا تحزنوا على مصيبتكم للذي فات عنكم " ولا تفرحوا " خطاب مع المخالفين، أي لا تفرحوا بالخلافة التي أعطاكم الله إياها بسبب سوء اختياركم وإحدى الآيتين مقدمة والأخرى مؤخرة، فاجتمعتا في مكان واحد في تأليف عثمان.
الرابع: ما قيل: إن قوله: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم " خطاب للشيعة حيث فاتهم خلافة علي عليه السلام.
" ولا تفرحوا بما آتاكم " خطاب لمخالفيهم حيث أصابتهم الخلافة المغصوبة، و إحدى القضيتين مقدمة على الأخرى.
أقول: إذا تأملت في تلك الوجوه لا يخفى عليك حسن ما ذكرنا أولا وشدة انطباقه على الآية والخبر أولا وآخرا، والله يعلم حقائق أخبار حججه عليهم السلام.
قوله عليه السلام: إذا استضحك، كأنه مبالغة في الضحك، ويقال: اغرورقت عيناه أي دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما.
قوله عليه السلام: هل رأيت الملائكة، إشارة إلى تتمة الآية إذ هي هكذا: " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " فيظهر منه أنه عليه السلام فسر الآية بأن هذا الخطاب من الملائكة سيكون في الدنيا بحيث يسمعون كلامهم، وذهب جماعة إلى أن الخطاب في الدنيا وهم لا يسمعون، أو عند الموت وهم يسمعون، وما ذكره عليه السلام ألصق بالآية فالمراد بالاستقامة الاستقامة على الحق في جميع الأقوال والافعال وهو ملزوم العصمة.
قوله عليه السلام: صدقت، أي في قولك: إنما المؤمنون إخوة، لكن لا ينفعك إذ الاخوة لا يستلزم الاشتراك في جميع الكمالات، أو قال ذلك على سبيل المماشاة والتسليم أو على التهكم، وإنما ضحك عليه السلام لوهن كلامه وعدم استقامته.
قوله عليه السلام: وابعث به إلى ذوي عدل، لعل ذلك للأرش، وقد قال ابن إدريس وبعض أصحابنا فيه بالأرش والاختلاف الذي ألزمه عليه السلام عليه إما بين قوله:
صالحه، وقوله: وابعث، لتنافيهما، أو بينهما وبين قوله: أعطه دية كفه، أو لاختلاف تقويم المقومين، فلا يبتني عليه حكم الله وفيه شئ، أو المراد بالاختلاف