إلا من صفقة جناح الملك.
قال: فاستضحكت ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله، ثم لقيته فقلت: يا ابن عباس ما تكلمت بصدق مثل أمس قال لك علي بن أبي طالب: إن ليلة القدر في كل سنة، وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة (1)، وإن لذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت من هم؟ فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون، فقلت: لا أراها كانت إلا مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فتبدا لك الملك الذي يحدثه فقال:
كذبت عبد الله رأيت عيناي الذي حدثك به علي ولم تره عيناه ولكن وعى قلبه ووقر في سمعه، ثم صفقك بجناحيه فعميت.
قال: فقال ابن عباس: ما اختلفنا في شئ فحكمه إلى الله، فقلت له: فهل حكم الله في حكم من حكمه بأمرين؟ قال: لا، فقلت: ههنا هلكت وأهلكت (2).
66 - وبهذا الاسناد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله عز وجل في ليلة القدر فيها يفرق كل أمر حكيم " (3) يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين إنما هو شئ واحد، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عز وجل، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا. وفي أمر الناس بكذا وكذا، وإنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز ذكره الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر ثم قرأ: " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمد، من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم " (4).