بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٨٧
الملائكة إلى غير النبي، مع أنه لا يجوز ذلك، فأجاب عنه بالمعارضة بمدلول الآية التي لا مرد لها.
وقوله عليه السلام: وأهل الأرض، جملة حالية، قوله: فهل لهم بد، لعله مؤيد للدليل السابق بأنه كما أنه لابد من مؤيد ينزل إليه في ليلة القدر، فكذلك لابد من سيد يتحاكم العباد إليه، فإن العقل يحكم بأن الفساد والنزاع بين الخلق لا يرتفع إلا به، فهذا مؤيد لنزول الملائكة والروح على رجل ليعلم ما يفصل به بين العباد ويحتمل أن يكون استيناف دليل آخر على وجود الامام.
فإن قالوا: فإن الخليفة التي في كل عصر هو حكمهم، بالتحريك، فقل:
إذا لم يكن الخليفة مؤيدا معصوما محفوظا من الخطاء فكيف يخرجه الله ويخرج به عباده من الظلمات إلى النور؟ وقد قال سبحانه: " الله ولي الذين آمنوا (1) " الآية.
والحاصل أن من لم يكن عالما بجميع الاحكام وكان ممن يجوز عليه الخطاء فهو أيضا محتاج إلى خليفة آخر لرفع جهله والنزاع الناشي بينه وبين غيره.
وأقول: يمكن أن يكون الاستدلال بالآية من جهة أنه تعالى نسب إخراج المؤمنين من ظلمات الجهل والكفر إلى نور العلم إلى نفسه، فلابد من أن يكون من يهديهم منصوبا من قبل الله تعالى مؤيدا من عنده، والمنصوب من قبل الناس طاغوت يخرجهم من النور إلى الظلمات، لعمري، بالفتح قسم بالحياة، إلا وهو مؤيد، لقوله تعالى: " يخرجهم " (2) ولما مر أنه لو لم يكن كذلك كان محتاجا إلى إمام آخر كذلك، لابد من وال: أي من يلي الامر ويتلقاه من الملائكة والروح.
فإن قالوا: لا نعرف هذا، أي الوالي، أو الاستدلال المذكور نظير قوله تعالى:
قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول " (3) وقولوا ما أحببتم نظير قوله تعالى: " اعملوا ما شئتم (4) " وقوله: تمتعوا قليلا " (5) قوله ثم وقف: اي ترك أبي الكلام فقال، أي

(٨٧)
مفاتيح البحث: الجهل (2)، الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364