بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٨٦
فلا بد من خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله راسخ في العلم عالم بتأويل المتشابه، مؤيد من عند الله، لا يجوز عليه الخطاء ولا الاختلاف في العلم يكون حجة على العباد وهو المطلوب، هذا إن جعلنا الكل دليلا واحدا، ويحتمل أن يكون دلائل كما سنشير إليه ولعله أظهر.
قوله عليه السلام: أو يأتيه، معطوف على " يعلمه " فينسحب عليه النفي، والمعنى هل له علم من غير تينك الجهتين كما عرفت. قوله: فقد نقضوا أول كلامهم حيث قالوا:
لا اختلاف فيما أظهر رسول الله من علم الله، فهذا يقتضي أن لا يكون في علم من لا يخالفه في العلم أيضا اختلاف، وبهذا يتم دليل على وجود الامام، لان من ليس في علمه اختلاف ليس إلا المعصوم المؤيد من عند الله تعالى.
قوله: فقل لهم ما يعلم تأويله، هذا إما دليل آخر سوى مناقضة كلامهم، على أنهم خالفوا رسول الله، أو على أصل المدعى، أي إثبات الامام.
قوله عليه السلام: فقال من لا يختلف في علمه، لعله استدل عليه السلام على ذلك بمدلول لفظ الرسوخ، فإنه بمعنى الثبوت، والمتزلزل في علمه المنتقل عنه إلى غيره ليس بثابت فيه.
قوله عليه السلام: فإن قالوا لك: إن علم رسول الله صلى الله عليه وآله كان من القرآن، لعل هذا إيراد على الحجة، تقريره أن علم رسول الله صلى الله عليه وآله لعله كان من القرآن فقط وليس مما يتجدد في ليلة القدر شئ، فأجاب عليه السلام بأن الله تعالى يقول: " فيها يفرق كل أمر حكيم " (1).
فهذه الآية تدل على تجدد الفرق والارسال في تلك الليلة المباركة بانزال الملائكة والروح فيها من السماء إلى الأرض دائما، ولابد من وجود من يرسل إليه الامر دائما.
ثم قوله: فإن قالوا لك. سؤال آخر، تقريره أنه يلزم مما ذكرتم جواز إرسال

(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364