بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٣١١
هل ترون في البيت مقيما أو ترون فيه غيركم وغيري؟ فيقولون: لا، وليس في البيت أحد فيقول: فاخرجوا فيخرجون من البيت فيصير هو وراء الستر ويسبل الستر بينه وبينهم، ثم يقدم تلك الصورة ثم يرفع الستر بينه وبينهم، فينظرون إلى صورة قائمة وشخص كأنه شخص أبي الحسن عليه السلام لا ينكرون منه شيئا، ويقف هو منه بالقرب فيريهم من طريق الشعبذة أنه يكلمه ويناجيه ويدنو منه كأنه يساره (1) ثم يغمزهم أن يتنحوا فيتنحون ويسبل الستر بينه وبينهم فلا يرون شيئا.
وكانت معه أشياء عجيبة من صنوف الشعبذة ما لم يروا مثلها فهلكوا بها، فكانت هذه حاله مدة حتى رفع خبره إلى بعض الخلفاء أحسبه هارون أو غيره ممن كان بعده من الخلفاء وأنه زنديق (2) فأخذه وأراد ضرب عنقه فقال: يا أمير المؤمنين استبقني فاني أتخذ لك شيئا (3) ترغب الملوك فيها فأطلقه.
فكان أول ما اتخذ له الدوالي فإنه عمد إلى الدوالي فسواها وعلقها وجعلها الزيبق بين تلك الألواح فكانت الدوالي تمتلي من الماء فتميل الألواح وينقلب الزيبق من تلك الألواح فتتبع (4) الدوالي بهذا، فكانت تعمل من غير مستعمل لها ويصيب (5) الماء في البستان، فأعجبه ذلك مع أشياء عملها يضاهي الله بها في خلقه الجنة، فقواه (6) وجعل له مرتبة.
ثم إنه يوما من الأيام انكسر بعض تلك الألواح فخرج منها الزيبق فتعطلت فاستراب أمره وظهر عليه التعطيل والإباحات، وقد كان أبو عبد الله وأبو الحسن عليهما السلام يدعوان الله عليه ويسألان أن يذيقه حر الحديد فأذاقه الله حر الحديد بعد أن عذب

(1) نى نسخة: يسأله.
(2) في المصدر: انه زنديق.
(3) في المصدر: أشياء.
(4) في نسخة: [فتتسع] وفي المصدر: فيتسع الدوالي لذلك.
(5) في نسخة: [ويصب] وفي المصدر: وتصب.
(6) في نسخة من المصدر: فقربه.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364