بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٣ - الصفحة ١٤٩
فقلت لابن الاعرابي: فما معنى قول أبي بكر في السقيفة: نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: أراد بلدته وبيضته، وعترة محمد صلى الله عليه وآله لا محالة ولد فاطمة عليها السلام، والدليل على ذلك رد أبي بكر وإنفاذ علي عليه السلام بسورة براءة، وقوله صلى الله عليه وآله: " أمرت أن لا يبلغها عني ألا أنا أو رجل مني " فأخذها منه ودفعها إلى من كان منه دونه، فلو كان أبو بكر من العترة نسبا دون تفسير ابن الاعرابي أنه أراد البلدة لكان محالا أخذ سورة براءة منه، ودفعها إلى علي عليه السلام وقد قيل: إن العترة: الصخرة العظيمة يتخذ الضب عندها حجرا يأوي إليه، و هذا لقلة هدايته، وقد قيل: إن العترة: أصل الشجرة المقطوعة التي تنبت من أصولها وعروقها، والعترة في غير هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وآله: " لا فرعة ولا عتيرة " قال الأصمعي: كان الرجل في الجاهلية ينذر نذرا على أنه إذا بلغت غنمه مائة أن يذبح رجيه (1) وعتايره، فكان الرجل ربما بخل بشاته فيصيد الظباء ويذبحها عن غنمه عن آلهتهم ليوفي بها نذره، وأنشد الحارث بن حلزة:
عننا باطلا وظلما كما * تعتر عن حجرة الربيض الظبأ يعني يأخذونها بذنب غيرها كما يذبح أولئك الظبأ عن غنمهم وقال الأصمعي:
والعترة: الريح، والعترة أيضا: شجرة كثيرة اللبن، صغيرة يكون نحو القامة (2) ويقال: العتر: الذكر، عتر يعتر عترا: إذا نعظ.
وقال الرياشي: سألت الأصمعي عن العترة فقال: هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا.
ثم قال الصدوق رضي الله عنه: والعترة علي بن أبي طالب وذريته من فاطمة وسلالة النبي صلى الله عليه وآله، وهم الذين نص الله تبارك وتعالى عليهم بالإمامة على لسان نبيه صلى الله عليه وآله، وهم اثنا عشر أولهم على، وآخرهم القائم عليهم السلام، على جميع

(1) في النسخة المخطوطة والمعاني: [رحيبه] وفى الاكمال: وجيبه، ولعل الصحيح:
رجيبه وعتايره.
(2) في الاكمال: نحو تهامة.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 1 - باب الاضطرار إلى الحجة وأن الأرض لا تخلو من حجة 1
3 2 - باب آخر في اتصال الوصية وذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر 57
4 3 - باب أن الإمامة لا تكون إلا بالنص، ويجب على الامام النص على من بعده 66
5 - باب وجوب معرفة الامام وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية وأن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق 76
6 5 - باب أن من أنكر واحدا منهم فقد أنكر الجميع 95
7 6 - باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم 99
8 7 - باب فضائل أهل بيت عليهم السلام والنص عليهم جملة من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها 104
9 * أبواب * * الآيات النازلة فيهم * 8 - باب أن آل يس آل محمد صلى الله عليه وآله 167
10 9 - باب أنهم عليهم السلام الذكر، وأهل الذكر وأنهم المسؤولون وأنه فرض على شيعتهم المسألة، ولم يفرض عليهم الجواب 172
11 10 - باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، والذين أوتوه والمنذرون به والراسخون في العلم 188
12 11 - باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 206
13 12 - باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة عليهم السلام، وأنهم آل إبراهيم وأهل دعوته 212
14 13 - باب أن مودتهم أجر الرسالة، وسائر ما نزل في مودتهم 228
15 14 - باب آخر في تأويل قوله تعالى وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت 254
16 15 - باب تأويل الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى بهم عليهم السلام 257
17 16 - باب أن الأمانة في القرآن الإمامة 273
18 17 - باب وجوب طاعتهم، وأنها المعنى بالملك العظيم، وأنهم أولو الامر، وأنهم الناس المحسودون 283
19 18 - باب أنهم أنوار الله، وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام 304
20 19 - باب رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم وبعد وفاتهم عليهم السلام وأنها المساجد المشرفة 325
21 20 - باب عرض الأعمال عليهم عليهم السلام وأنهم الشهداء على الخلق 333
22 21 - باب تأويل المؤمنين والايمان، والمسلمين والاسلام، بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين، والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم 354
23 22 - باب نادر في تأويل قوله تعالى: (قل إنما أعظكم بواحدة) 391