بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٥٢
ذكرناه، وقد يجوز أن الخبر (1) بنزول القرآن جملة في ليلة القدر المراد به أنه نزل جملة منه في ليلة القدر، ثم تلاه ما نزل منه إلى وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، فأما أن يكون نزل بأسره وجميعه في ليلة القدر فهو بعيد مما يقتضيه ظاهر القرآن، والتواتر من الاخبار، و إجماع العلماء على اختلافها (2) في الآراء، وأما قوله تعالى: " ولا تعجل بالقرآن " ففيه وجهان غير ما ذكره أبو جعفر وعول فيه على حديث شاذ:
أحدهما: أن الله تعالى نهاه عن التسرع إلى تأويل القرآن قبل الوحي إليه به، وإن كان في الامكان من جهة اللغة ما لو قالوه (3) على مذهب أهل اللسان.
والوجه الآخر: أن جبرئيل (عليه السلام) كان يوحي إليه بالقرآن فيتلوه معه حرفا بحرف، فأمره الله تعالى أن لا يفعل ذلك، ويصغي إلى ما يأتيه به جبرئيل أو ينزله الله تعالى عليه بغير واسطة حتى يحصل الفراغ منه، فإذا تم (4) الوحي به تلاوة ونطق به فاقرأه، فأما ما ذكره المعول على الحديث من التأويل فبعيد، لأنه لا وجه لنهي الله تعالى عن العجلة بالقرآن الذي هو في السماء (5) الرابعة حتى يقضى إليه وحيه، لأنه لم يكن محيطا علما بما في السماء الرابعة قبل الوحي به إليه، فلا معنى لنهيه عما ليس في إمكانه، اللهم إلا أن يقول قائل ذلك: إنه كان محيطا بعلم القرآن المودع في السماء الرابعة فينتقض كلامه ومذهبه أنه كان في السماء الرابعة، لان ما في صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحفظه في الأرض فلا معنى لاختصاصه بالسماء، ولو كان ما في حفظ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوصف بأنه في السماء الرابعة خاصة لكان ما في حفظ غيره موصوفا بذلك، ولا وجه حينئذ يكون

(١) في المصدر: ان الخبر الوارد.
(٢) في المصدر: على اختلافهم.
(٣) في المصدر: ما قالوه وهو الصحيح.
(٤) في المصدر: فإذا أتم الوحي.
(٥) لم يرد الصدوق ذلك، بل أراد أنه تعالى نهاه عن العجلة بالقرآن الذي علمه جملة واحدة بعد ما نزل إلى البيت المعمور، وبعبارة ان الله تعالى أنزل في ليلة القدر القرآن جملة واحدة إلى البيت المعمور، ثم أعلم النبي ذلك وعلمه القرآن بجملته، فلا يحتاج إلى احاطته بالسماء الرابعة حتى ؟؟ عنه، ولا ينتقض كلامه أنه كان في السماء الرابعة.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410