بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٥٤
ليتلوه على الناس، وهذا الجمع مؤيد بالاخبار، ويمكن الجمع بوجوه أخر سيأتي تحقيقها في باب ليلة القدر وغيره، فقوله رحمه الله: إن الله تعالى أعطى نبيه (صلى الله عليه وآله) العلم جملة لا يعني به أنه أعطاه بمحض النزول إلى البيت المعمور ليرد عليه ما أورده رحمه الله، ولا أن المراد بالنزول إلى البيت المعمور أنه علمه النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذا منه رحمه الله غريب، وأما اللوح الذي ذكره أولا أنه يضرب جبين إسرافيل (عليه السلام) فيحتمل أن يكون المراد به اللوح المحفوظ، ويكون ذلك عند أول النزول إلى البيت المعمور، أو يكون المراد اللوح الذي ثبت فيه القرآن في السماء الرابعة، ولعله بعد نظر إسرافيل في اللوح على الوجهين يجد فيه علامة يعرف بها مقدار ما يلزمه إنزالها، أو يكون لوحا آخر ينقش فيه شئ فشئ عند إرادة الوحي، ولا ينافي انتقاش الأشياء فيه كونه ملكا كما اعترض عليه المفيد رحمه الله وإن كان بعيدا.
3 - تفسير علي بن إبراهيم: " وما كان لبشر أن يكلمه الله " الآية، قال: وحي مشافهة، ووحي إلهام، وهو الذي يقع في القلب " أو من وراء حجاب " كما كلم الله نبيه (صلى الله عليه وآله)، وكما كلم الله موسى (عليه السلام) من النار " أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء " قال: وحي مشافهة يعني إلى الناس، ثم قال لنبيه (صلى الله عليه وآله): " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان " قال: روح القدس، هي التي قال الصادق (عليه السلام) في قوله:
" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي (1) " قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو مع الأئمة (2).
أقول: سيأتي في تفسير النعماني عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: وأما تفسير وحي النبوة والرسالة فهو قوله تعالى: " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل (3) " إلى آخر الآية، وأما وحي الالهام فهو قوله عز وجل: " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما

(١) الاسراء: ٨٥.
(٢) تفسير القمي: ٦٠٥ و ٦٠٦.
(٣) النساء: ١٦٣.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410