بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٤٧
سيأتي " ما كنت تدري " أي قبل الوحي " ما الكتاب ولا الايمان " قيل: الكتاب: القرآن، والايمان الصلاة، وقيل: المراد أهل الايمان على حذف المضاف، وقيل: المراد به الشرائع ومعالم الايمان، وهو (صلى الله عليه وآله) لم يكن في حال من الأحوال على غير الايمان، واستدل بهذه الآية على أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن قبل النبوة متعبدا بشرع، وسيأتي تحقيقه. " ولكن جعلناه " أي القرآن أو الروح أو الايمان.
قوله تعالى: " علمه شديد القوى " قال الطبرسي - رحمه الله - يعني جبرئيل (عليه السلام) أي القوي في نفسه وخلقته " ذو مرة " أي قوة وشدة في خلقه، ومن قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط، ومن شدته صيحته لقوم ثمود حتى هلكوا، وقيل: ذو صحة وخلق حسن، و قيل: " شديد القوى " في ذات الله " ذو مرة " أي صحة في الجسم، سليم من الآفات والعيوب وقيل: ذو مرة، أي ذو مرور في الهواء ذاهبا وجائيا ونازلا وصاعدا " فاستوى " أي جبرئيل على صورته التي خلق عليها بعد انحداره إلى محمد (صلى الله عليه وآله) " وهو بالأفق الاعلى " أي أفق المشرق (1)، قالوا: إن جبرئيل (عليه السلام) كان يأتي النبي (صلى الله عليه وآله) في صورة الآدميين، فسأله رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يريه نفسه على صورته التي خلق عليها، فأراه نفسه مرتين: مرة في الأرض، ومرة في السماء أما في الأرض ففي الأفق الاعلى وذلك أن محمدا (صلى الله عليه وآله) كان بحراء فطلع له جبرئيل (عليه السلام) من المشرق فسد الأفق إلى المغرب فخر النبي (صلى الله عليه وآله) مغشيا عليه فنزل جبرئيل (عليه السلام) في صورة الآدميين فضمه إلى نفسه، وهو قوله: " ثم دنا فتدلى " وتقديره ثم تدلى، أي قرب بعد بعده وعلوه في الأفق الاعلى فدنا من محمد (صلى الله عليه وآله)، قال الحسن و قتادة: ثم دنا جبرئيل بعد استوائه بالأفق الاعلى من الأرض فنزل إلى محمد (صلى الله عليه وآله)، وقال الزجاج: معنى دنا وتدلى واحد، أي قرب فزاد في القرب (2)، وقيل: فاستوى، أي ارتفع وعلا إلى السماء بعد أن علم محمدا وقيل: اعتدل واقفا في الهواء بعد أن كان ينزل بسرعة ليراه النبي (صلى الله عليه وآله)، وقيل: معناه استوى جبرئيل ومحمد (صلى الله عليه وآله) بالأفق الاعلى يعني السماء

(1) في المصدر: " وهو " كناية عن جبرئيل أيضا " بالأفق الاعلى " يعنى أفق المشرق، و المراد بالأعلى جانب المشرق، وهو فوق جانب المغرب في صعيد الأرض لا في الهواء.
(2) في المصدر: لان معنى دنا قرب، وتدلى زاد في القرب.
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410