بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٥١
من قبل أن يقضى إليك وحيه (1) " وقال عز وجل: " لا تحرك به لسانك لتعجل به (2) " إلى قوله: " بيانه " (3).
بيان: قال الشيخ المفيد - رحمه الله - الذي ذهب إليه أبو جعفر في هذا الباب أصله حديث واحد لا يوجب علما ولا عملا، ونزول القرآن على الأسباب الحادثة حالا بحال يدل على خلاف ما تضمنه الحديث، وذلك أنه قد تضمن حكم ما حدث، وذكر ما جرى على وجهه، وذلك لا يكون على الحقيقة إلا بحدوثه عند السبب، ألا ترى إلى قوله تعالى: " و قالوا (4) قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم " وقوله: " وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم مالهم بذلك من علم (5) " وهذا خبر عن ماض، ولا يجوز أن يتقدم مخبره، فيكون حينئذ خبرا عن ماض وهو لم يقع، بل هو في المستقبل، وأمثال ذلك في القرآن كثيرة، وقد جاء الخبر بذكر الظهار وسببه، وأنه لما جادلت النبي (صلى الله عليه وآله) في ذكر الظهار أنزل الله تعالى " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها (6) " وهذه قصة كانت بالمدينة، فكيف ينزل الله تعالى الوحي بها بمكة قبل الهجرة، فيخبر أنها قد كانت ولم تكن، ولو تتبعنا قصص القرآن لجاء مما ذكرناه كثيرا ينسد (7) به المقال، وفيما ذكرنا منه كفاية لذوي الألباب، وما أشبه ما جاء به من الحديث بمذهب المشبهة الذين زعموا أن الله تعالى لم يزل متكلما بالقرآن ومخبرا عما يكون بلفظ كان، وقد رد عليهم أهل التوحيد بنحو ما

(١) طه: ١١٤.
(٢) القيامة: ٦ - ١٩.
(٣) الاعتقادات: ١٠١.
(٤) هكذا في الكتاب، والصحيح كما في المصدر والمصحف الشريف، " وقولهم قلوبنا غلف " راجع سورة النساء: ١٥٥، واما قوله تعالى. " وقالوا قلوبنا غلف " فتمامه: " بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون " راجع سورة البقرة: ٨٨.
(٥) الزخرف: ٢٠.
(٦) المجادلة: ١.
(7) في المصدر: يتسع به المقال
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410