بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٩٧
بيان: العتيرة: شاة كانوا يذبحونها في رجب لآلهتهم، والغطريف: السيد، والحجون بفتح الحاء: جبل بمكة، وهي مقبرة، ويقال: رحلت البعير، أي شددت على ظهره الرحل، وهفا الشئ في الهواء: إذا ذهب، والعجاجة: الغبار.
وقال الجزري: في حديث سلمان: شر السير الحقحقة، هو المتعب من السير، وقيل: هو أن تحمل الدابة على مالا تطيقه، والفلج: موضع بين بصرة وضرية.
2 - أقول روى في المنتقى بإسناده عن يعقوب بن زيد بن طلحة أن رجلا مر على مجلس بالمدينة فيه عمر بن الخطاب، فنظر إليه عمر فقال: أكاهن هو؟ فقال: يا أمير المؤمنين هدي بالاسلام كل جاهل، ودفع بالحق كل باطل، وأقيم بالقرآن كل مائل، واغني بمحمد (صلى الله عليه وآله) كل عائل، فقال عمر: متى عهدك بها؟ يعني صاحبته، قال: قبيل الاسلام أتتني فصرخت: يا سلام يا سلام، الحق المبين، والخير الدائم، غير حلم النائم، الله أكبر فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين أنا أحدثك بمثل هذا، والله إنا لنسير في بادية ملساء لا يسمع فيها إلا الصدى (1) إذ نظرنا فإذا راكب مقبل أسرع من الفرس حتى كان منا على قدر ما يسمعنا صوته، فقال: يا أحمد يا أحمد الله أعلى وأمجد، أتاك ما وعدك، من الخير يا أحمد، ثم ضرب راحلته حتى أتى من ورائنا، فقال عمر: الحمد لله الذي هدانا بالاسلام وأكرمنا به، فقال رجل من الأنصار: أنا أحدثك يا أمير المؤمنين بمثل هذا وأعجب، قال عمر: حدث، قال: انطلقت أنا وصاحبان لي نريد الشام حتى إذا كنا بقفرة من الأرض نزلنا بها، فبينا نحن كذلك إذ لحقنا راكب فكنا أربعة قد أصابنا سغب (2) شديد، فالتفت فإذا أنا بظبية عضباء ترتع قريبا منا فوثبت إليها، فقال الرجل الذي لحقنا: خل سبيلها لا أبالك، والله لقد رأيتها ونحن نسلك هذا الطريق ونحن عشرة أو أكثر من ذلك فيخطف (3) بعضنا فما هو إلا أن كان هذه الظبية، فما يهيجها أحد، فأبيت وقلت لعمرو الله (4) لا أخليها، فارتحلنا وقد شددتها معي حتى إذا ذهب سدف

(1) الصدى: ما يرده الجبل أو غيره إلى المصوت مثل صوته.
(2) السغب: الجوع.
(3) في المصدر: فيختطف.
(4) هكذا في النسخة، والصحيح لعمر الله بلاوا وكما في المصدر.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410