بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٠١
عجبت للجن وتجساسها * وشدها العيس بأحلاسها تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما خير الجن كأنجاسها ومكان الثاني.
عجبت للجن وتطلابها * وشدها العيس بأقتابها إلى قوله:
فارحل إلى الصفوة من هاشم * ليس قد اماها كأذنا بها التجساس: تفعال من التجسس، كالتطلاب من الطلب، والقدامى: المتقدمون، والأذناب: المتأخرون وروى فيه عن أبي هريرة أن قوما من خثعم كانوا عند صنم لهم جلوسا وكانوا يتحامون إلى أصنامهم - فيقال لأبي هريرة: هل كنت تفعل ذلك؟ فيقول أبو هريرة:
والله فعلت فأكثرت، فالحمد لله الذي أنقذني بمحمد (صلى الله عليه وآله) - قال أبو هريرة: فالقوم مجتمعون عند صنمهم إذ سمعوا بهاتف يهتف:
يا أيها الناس ذوي الأجسام * ومسند والحكم إلى الأصنام أكلكم أوره كالكهام * ألا ترون ما أرى أمامي من ساطع يجلو دجى الظلام * قد لاح للناظر من تهام قد بدأ للناظر الشئام * ذاك نبي سيد الأنام من هاشم في ذروة السنام * مستعلن بالبلد الحرام جاء يهد الكفر بالاسلام * أكرمه الرحمن من إمام قال أبو هريرة: فأمسكوا ساعة حتى حفظوا ذلك، ثم تفرقوا فلم تمض بهم ثالثة حتى جاءهم خبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قد ظهر بمكة.
أقول: الاوره: الأحمق، ويقال كهمته الشدائد، أي جبنته عن الاقدام، وأكهم بصره: كل ورق، ورجل كهام كسحاب: كليل عيي لاغناء عنده، وقوم كهام: أيضا، و المتكهم: المتعرض للشر. والشئام كفعال بالهمز نسبة إلى الشام، أي يظهر نوره للشامي كما يظهر للتهامي.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410