بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ١٠٢
4 - كنز الكراجكي: ذكروا أنه كان لسعد العشيرة صنم يقال له: فراص، و كانوا يعظمونه، وكان سادنه رجل من بني أنس الله بن سعد العشيرة يقال له: ابن وقشة، فحدث رجل من بني أنس الله يقال له: ذباب بن الحارث بن عمرو قال: كان لابن وقشة رئي (1) من الجن يخبره بما يكون، فأتاه ذات يوم فأخبره، قال: فنظر إلي وقال:
يا ذباب، اسمع العجب العجاب، بعث أحمد بالكتاب، يدعو بمكة لا يجاب، قال: فقلت:
ما هذا الذي تقول؟ قال: ما أدري هكذا قيل لي، قال: فلم يكن إلا قليل حتى سمعنا بخروج النبي (صلى الله عليه وآله)، فقام ذباب إلى الصنم فحطمه، ثم أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فأسلم على يده وقال بعد إسلامه.
" شعر " تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى * وخلفت فراصا بأرض هوان شددت عليه شدة فتركته * كأن لم يكن والدهر ذو حدثان ولما رأيت الله أظهر دينه * أجبت رسول الله حين دعاني فمن مبلغ سعد العشيرة أنني * شريت الذي يبقي بآخر فاني؟
قال: وروي أنه كان لبني عذرة صنم يقال له حمام، وكانوا يعظمونه، وكان في بني هند بن حزام، وكان سادنه رجل منهم يقال له: طارق، وكانوا يعترون عنده العتائر، قال زمل بن عمرو العذري: فلما ظهر النبي (صلى الله عليه وآله) سمعنا منه صوتا وهو يقول: يا بني هند بن حزام، ظهر الحق وأودى حمام، ودفع الشرك الاسلام، قال: ففزعنا لذلك وهالنا فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا آخر وهو يقول: يا طارق يا طارق، بعث النبي الصادق، بوحي ناطق، صدع صادع بأرض تهامة، لناصريه السلامة، ولخاذليه الندامة، هذا الوداع مني إلى يوم القيامة، ثم وقع الصنم لوجهه، قال زمل: فخرجت حتى أتيت النبي (صلى الله عليه وآله) و معي نفر من قومي فأخبرناه بما سمعنا، فقال: ذاك كلام مؤمن من الجن، ثم قال: يا معشر العرب إني رسول الله إلى الأنام كافة، أدعوهم (2) إلى عبادة الله وحده وأني رسوله

(1) الرئى: الذي يرجع إلى رأيه.
(2) في المصدر: أدعوكم.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410