بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٦٣
وقد أمرني ربي بطاعتك، فلما أتيا (1) البيت رمى الأسود بن المطلب في وجهه بورقة خضراء فقال: " اللهم أعم بصره وأثكله ولده " فعمي وأثكله الله ولده.
وروي أنه أشار إلى عينه فعمي وجعل يضرب رأسه على الجدار حتى هلك، ثم مر به الأسود بن عبد يغوث فأومأ إلى بطنه فاستسقى ماء ومات حبنا، ومر به الوليد فأومأ إلى جرح اندمل في بطن رجله من نبل فتعلقت به شوكة فنن (2) فخدشت ساقه ولم يزل مريضا حتى مات، ونزل فيه: " سأرهقه صعودا (3) " وإنه يكلف أن يصعد جبلا في النار من صخرة ملساء فإذا بلغ أعلاها لم يترك أن يتنفس فيجذب إلى أسفلها، ثم يكلف مثل ذلك. ومر به العاص فعابه فخرج من بيته فلفحته السموم: فلما انصرف إلى داره لم يعرفوه، فباعدوه فمات غما.
وروي أنهم غضبوا عليه فقتلوه.
وروي أنه وطئ على شبرقة فدخلت في أخمص رجله، فقال: لدغت، فلم يزل يحكها حتى مات، ومر به الحارث فأومأ إلى رأسه فتقيأ؟ قيحا، ويقال: إنه لدغته الحية ويقال: خرج إلى كدا فتدهده عليه حجر فتقطع، أو استقبل ابنه في سفر فضرب جبرئيل رأسه على شجرة، وهو يقول: يا بني أدركني، فيقول: لا أرى أحدا حتى مات.
وأما الأسود بن الحارث أكل حوتا فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشقت بطنه، وأما فيهلة بن عامر فخرج يريد الطائف ففقد ولم يوجد، وأما عيطلة (4) فاستسقى فمات، ويقال: أتى بشوك فأصاب عينيه فسالت حدقته على وجهه، وأما أبو لهب فإنه سأل أبا سفيان عن قصة بدر فقال: إنا لقيناهم فمنحناهم أكتافنا فجعلوا يقتلوننا ويأسروننا كيف شاءوا، وأيم الله مع ذلك ما مكث الناس لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض لا يقوم لها شئ، فقال أبو رافع لام الفضل بنت العباس: تلك الملائكة،

(١) أي النبي (صلى الله عليه وآله) وجبرئيل. وفى المصدر: فلما أتى.
(٢) قين خ ل.
(٣) المدثر: ١٧.
(4) هكذا في نسخة المصنف، والصحيح كما في المصدر: عقبة، وهو عقبة بن أبي معيط.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410