بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٧٢
وهو شاك، فرقاه بالمعوذتين وقل هو الله أحد، وقال: بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء يؤذيك، خذها فلتهنيك (1).
26 - إعلام الورى: من معجزاته (صلى الله عليه وآله) أنه أخذ يوم بدر ملا كفه من الحصباء فرمى بها وجوه المشركين وقال: " شاهت الوجوه " فجعل الله سبحانه لتلك الحصباء شأنا عظيما لم يترك من المشركين رجلا إلا ملأت عينيه، وجعل المسلمون والملائكة يقتلونهم ويأسرونهم ويجدون كل رجل منهم منكبا على وجهه لا يدري أين يتوجه يعالج التراب: ينزعه من عينيه.
ومنها: ما روته أسماء بنت أبي بكر قالت: لما نزلت: " تبت يدا أبي لهب " أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وهي تقول:
مذمما أبينا * ودينه قلينا * وأمره عصينا والنبي (صلى الله عليه وآله) جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله أنا أخاف أن تراك (2)، قال رسول الله: إنها لا تراني (3)، وقرأ: " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا (4) " فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله، فقالت: يا أبا بكر أخبرت أن صاحبك هجاني، فقال: لا ورب البيت ما هجاك فولت وهي تقول: قريش تعلم أني بنت سيدها.
ومنها ما رواه الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس إن ناسا من بني مخزوم تواصوا بالنبي (صلى الله عليه وآله) ليقتلوه، منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة ونفر من بني مخزوم، فبينا النبي (صلى الله عليه وآله) قائم يصلي إذ أرسلوا إليه الوليد ليقتله، فانطلق حتى انتهى إلى المكان الذي كان يصلي فيه، فجعل يسمع قراءته ولا يراه، فانصرف إليهم فأعلمهم ذلك، فأتاه من بعده أبو جهل والوليد ونفر منهم فلما انتهوا إلى المكان الذي يصلي فيه سمعوا قراءته

(1) مجمع البيان 10: 568 و 569.
(2) في المصدر، قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك.
(3) في المصدر: وقرأ قرآنا فاعتصم به كما قال: وقرأ.
(4) الاسراء: 45.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410