بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٦٦
ترون الفحل خلفي؟ قالوا: ما نرى شيئا، قال: ويحكم فإني أراه، فلم يزل يعدو حتى بلغ الطائف.
الواقدي: خرج النبي (صلى الله عليه وآله) للحاجة في وسط النهار بعيدا، فبلغ إلى أسفل ثنية الحجون فأتبعه النضر بن الحارث يرجو أن يغتاله، فلما دنا منه عاد راجعا، فلقيه أبو جهل فقال: من أين جئت؟ قال: كنت طمعت أن أغتال محمدا، فلما قربت منه فإذا أساود تضرب بأنيابها على رأسه، فاتحة أفواهها، فقال أبو جهل: هذا بعض سحره.
وقصد إليه رجل بفهر وهو ساجد، فلما رفع يده ليرمي به، يبست يده على الحجر.
ابن عباس: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقرأ في المسجد فيجهر بقراءته فتأذى به ناس من قريش، فقاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم، وإذا هم عمى لا يبصرون فجاءوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: ننشدك الله والرحم، فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) فذهب ذلك عنهم فنزلت " يس " إلى قوله: فهم لا يبصرون ".
أبو ذر: كان النبي (صلى الله عليه وآله) في سجوده فرفع أبو لهب حجرا يلقيه عليه فثبتت (1) يده في الهواء، فتضرع إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وعقد الايمان لو عوفي لا يؤذيه، فلما برئ قال: لانت ساحر حاذق، فنزل: " تبت يدا أبي لهب (2) ".
وتكمن (3) نضر بن الحارث بن كلدة لقتل النبي (صلى الله عليه وآله) فلما سل سيفه رئي خائفا مستجيرا، فقيل: يا نضر هذا خير لك مما أردت يوم حنين مما حال الله بينك وبينه (4).
بيان: العذل: الملامة، والشواظ بالضم والكسر: اللهب الذي لا دخان له، والغدة: طاعون الإبل، وقلما يسلم منه، يقال: أغد (5) البعير فهو مغد، والنجد بكسر

(١) هكذا في نسخة المصنف، وهو الصحيح الظاهر مما يأتي في البيان وقد يحتمل أنه مصحف " فتبت " وهو الموجود أيضا في المصدر.
(٢) السورة: ١١١.
(٣) تكمن: استخفى.
(٤) مناقب آل أبي طالب ١: ٦٣ - 69.
(5) يقال: غد البعير: أصابه الغدد، وأغد: صار ذا غدة.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410