بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٧
(صلى الله عليه وآله) إن الأول كان من فعل الله وصنعه، والثاني كان من فعلك.
وقال جابر: إن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) يستطعمه فطعمه وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه وامرأته ووصيفهما حتى كاله، فأتى النبي (صلى الله عليه وآله) فأخبره، فقال: لو لم تكيلوه لأكلتم منه، ولقام بكم.
جابر بن عبد الله والبراء بن عازب وسلمة بن الأكوع والمسور بن مخرمة: فلما:
نزل النبي (صلى الله عليه وآله) بالحديبية في ألف وخمسمأة وذلك في حر شديد قالوا: يا رسول الله ما بها من ماء، والوادي يابس، وقريش في بلدح (1) في ماء كثير، فدعا بدلو من ماء فتوضأ من الدلو ومضمض فاه، ثم مج فيه، وأمر أن يصب في البئر، فجاشت فسقينا واستقينا.
وفي رواية، فنزع سهما من كنانته فألقاه في البئر ففارت بالماء حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها وهم جلوس على شفتها.
أبو عوانة وأبو هريرة أنه (صلى الله عليه وآله) أعطى ناجية بن عمر ونشابة وأمر أن يغرزها في البئر فامتلأ البئر ماء، فأتته امرأة وأنشأت:
يا أيها الماتح دلوي دونكا * إني رأيت الناس يحمدونكا يثنون خيرا ويمجدونكا * أرجوك للخير كما يرجونكا فأجابها ناجية:
قد علمت جارية بمائية (2) * أني انا الماتح واسمي ناجيه وطعنة ذات رشاش واهية * طعنتها تحت صدور العاتيه وفي رواية أنه دفعها إلى البراء بن عازب فقال: أغرز هذا السهم في بعض قلب (3) الحديبية، فجاءت قريش ومعهم سبيل بن عمرو فأشرفوا على القليب، والعيون تنبع تحت السهم، فقالت: ما رأينا كاليوم قط، وهذا من سحر محمد قليل، فلما أمر الناس بالرحيل قال: خذوا حاجتكم من الماء، ثم قال للبراء: اذهب فرد السهم، فلما فرغوا وارتحلوا

(1) بلدح: واد قبل مكة من جهة المغرب.
(2) في المصدر: يمانية وفى سيرة ابن هشام: المائح في الموضعين.
(3) القلب جمع القليب: البئر.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410