بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٥٩
إسرافيل، فإذا تكلم الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل، فنظر في اللوح فيوحي بما في اللوح إلى جبرئيل (عليه السلام) (1).
11 - تفسير علي بن إبراهيم: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: " حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير (2) وذلك أن أهل السماوات لم يسمعوا وحيا فيما بين أن بعث عيسى بن مريم (عليه السلام) إلى أن بعث محمد (صلى الله عليه وآله)، فلما بعث الله جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله) سمع أهل السماوات صوت وحي القرآن كوقع الحديد على الصفا، فصعق أهل السماوات، فلما فرغ من الوحي انحدر جبرئيل، كلما مر بأهل السماء (3) فزع عن قلوبهم، يقول: كشف عن قلوبهم، فقال بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير (4).
بيان: قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " حتى إذا فزع عن قلوبهم، أي كشف الفزع عن قلوبهم، واختلف في الضمير في " قلوبهم " فقيل: يعود إلى المشركين المتقدم ذكرهم، أي إذا اخرج (5) عن قلوبهم الفزع وقت الفزع ليسمعوا كلام الملائكة " قالوا " أي قالت الملائكة لهم: " ماذا قال ربكم قالوا " أي المشركون: " الحق " أي قال الحق، فيعترفون أن ما جاء به الرسل كان حقا، عن ابن عباس وغيره، وقيل: يعود إلى الملائكة ثم اختلف فيه على وجوه:
أحدها: أن الملائكة إذا صعدوا بأعمال العباد ولهم زجل (6) وصوت عظيم فتحسب الملائكة أنها الساعة فيخرون سجدا ويفزعون، فإذا علموا أنه ليس ذلك قالوا: " ماذا قال ربكم قالوا الحق ".

(1) تفسير القمي: 720 وفيه: فينظر.
(2) سبأ: 23.
(3) في المصدر: كلما مر بأهل سماء.
(4) تفسير القمي: 539.
(5) في المصدر: حتى إذا اخرج.
(6) أي صوت وضجيج.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410