بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢١٢
أو قال: قعب من لبن، وإن فيهم يومئذ ثلاثين رجلا يأكل كل رجل جذعة، قال:
فأكلنا حتى شبعنا، وشربنا حتى روينا (1).
41 - تفسير فرات بن إبراهيم: الحسن بن علي بن عفان معنعنا عن أبي رافع - رضي الله عنه - أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع ولد عبد المطلب في الشعب وهم يومئذ - ولده لصلبه وأولادهم - أربعون رجلا (2)، فصنع لهم رجل شاة، وثرد لهم ثريدة فصب عليه (3) ذلك المرق واللحم، ثم قدموها إليهم فأكلوا منه حتى شبعوا (4)، ثم سقاهم عسا واحدا (5)، فشربوا كلهم من ذلك العس حتى رووا، ثم قال أبو لهب: والله وإن منا نفر يأكل أحدهم الجفرة وما يصلحها فما يكاد يشبعه، ويشرب الفرق من النبيذ فما يرويه، وإن ابن أبي كبشة دعانا على رجل شاة وعس من شراب فشبعنا وروينا، إن هذا لهو السحر المبين، قال: ثم دعاهم فقال لهم: إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، ورهطي المخلصين، وإنكم عشيرتي الأقربون (6)، ورهطي المخلصون (7)، وإن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له أخا من أهله ووارثا ووصيا ووزيرا، فأيكم يقوم فيبايعني على أنه أخي ووزيري ووارثي دون أهلي، ووصيي وخليفتي في أهلي، ويكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي فأمسك القوم، فقال: والله ليقومن قائمكم أو لتكونن (8) في غير كم ثم لتندمن، فقام علي (عليه السلام) وهم ينظرون إليه كلهم فبايعه وأجابه إلى ما دعاه إليه، فقال: ادن مني، فدنا منه فقال: افتح فاك فمج في فيه من ريقه، وتفل بين كتفيه وبين ثدييه، فقال أبو لهب لبئس ما حبوت به ابن عمك، أجابك (9) فملأت فاه ووجهه بزاقا، قال: فقال النبي (صلى الله عليه وآله)

(1) تفسير فرات: 111 و 112.
(2) في المصدر: وهم يومئذ أربعون رجلا.
(3) في المصدر: فصب عليها.
(4) في المصدر: حتى تضلعوا. أقول: أي امتلاؤا شبعا.
(5) في المصدر: عسا واحدا من لبن.
(6) الأقربين خ ل.
(7) المخلصين خ ل.
(8) في المصدر: ليكونن.
(9) في المصدر: أجابك لما دعوته إليه.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410