إلى جبار من الجبابرة تشهى عليه سمكة في ذلك البحر، فأمرني [أن] أحش (1) إلى الصياد سمك ذلك البحر حتى يأخذها له ليبلغ الله بالكافر غاية مناه في كفره، وقال الآخر: ففيم بعثت أنت؟ فقال: بعثني الله في أعجب من الذي بعثك فيه، بعثني إلى عبده المؤمن الصائم القائم المجتهد المعروف دعاؤه وصلاته في السماء، لأكفي (2) قدره التي طبخها لإفطاره ليبلغ الله بالمؤمن الغاية في اختبار إيمانه (3).
() - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله أهبط ملكا إلى الأرض فلبث فيها دهرا طويلا، ثم عرج إلى السماء فقيل له: ما رأيت؟ قال: رأيت عجائب كثيرة، ومن أعجب ما رأيت إني رأيت متقلبا في نعمك يأكل رزقك ويدعي الربوبية لنفسه فعجبت من جرأته عليك ومن حلمك منه! فقال الله: أفمن حلمي عجبت؟ فإني قد أملكته أربعمائة عام لا يضرب عليه عرق ولا يريد من الدنيا شيئا إلا أتاه ولا يتغير عليه مطعم ولا مشرب (4).
() - عنه (عليه السلام) قال: إن الله يذود العبد المؤمن عما يكره مما يشتهي المؤمن كما يذود الرجل البعير الأجرب عن إبله مما ليس منها (5).
() - عنه (عليه السلام) قال: بينا موسى - صلوات الله عليه - يمشي على ساحل البحر، إذ جاء صياد فخر للشمس ساجدا وتكلم بالشرك، ثم ألقى شبكته فأخرجها مملوة، ثم عاد فأخرج مثل ذلك حتى اكتفى، ثم مضى فجاء آخر فتوضأ، ثم قام فصلى وحمد الله وأثنى عليه، ثم ألقى شبكته فلم يخرج له شئ، ثم أعاد فخرجت إليه سمكة صغيرة فحمد الله وانصرف.