فقال موسى: يا رب، جاء عبدك الكافر فألقى شبكته ثلاثا فخرجت له مملوة، ثم جاء عبدك المؤمن فتوضأ فاسبغ الوضوء ثم صلى وحمدك ودعاك ثم ألقى شبكته ثلاثا فخرجت له سمكة صغيرة فحمدك وانصرف!
فأوحى الله إليه يا موسى انظر عن يمينك، فنظر موسى فكشف له الغطاء (1) عما أعد الله لعبده المؤمن، ثم قيل: يا موسى، انظر عن يسارك، فنظر فكشف له الغطاء عما أعد الله لعبده الكافر، ثم قال: يا موسى، ما ضر هذا ما صنعت به، وما نفع هذا ما أعطيته، فقال موسى: يا رب حق لمن عرفك أن يرضى بما صنعت (2).
() - عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد المؤمن ليكرم على الله حتى لو سأله الجنة وما فيها أعطاه ولم ينتقص من ملكه شئ، ولو سأله موضع قدمه من الدنيا ليحرمه، وإن العبد الكافر ليهون على الله حتى لو سأله الدنيا وما فيها لأعطاه، ولو سأله موضع قدمه من الجنة ليحرمه، وإن الله ليتعاهد المؤمن (3) كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة، ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض (4).
() - عنه (عليه السلام) قال: إن الله يعطي الدنيا من يحبه ومن يبغضه، ولا يعطي الآخرة إلا من أحبه، وإن العبد المؤمن يسأل ربه موضع سوط من الدنيا لا يعطيه إياه ويسأله الآخرة فيعطيه ما شاء، ويعطي الكافر في الدنيا قبل أن يسأله، ولو سأله موضع سوط في الآخرة فلا يعطيه إياه (5).