الفصل السادس والعشرون في اليأس والاستغناء عن الناس () - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اشتدت حال رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)، فقالت له امرأته: لو أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألته، فجاء إلى النبي فلما رآه النبي، قال: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله، فقال الرجل: ما يعني غيري، فرجع إلى امرأته فأعلمها، فقالت: إن رسول الله بشر فأعلمه، فأتاه فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله، حتى فعل الرجل ما ذكرته ثلاثا، ثم ذهب الرجل فاستعار معولا، ثم أتى الجبل فصعده فقطع حطبا، ثم جاء به فباعه بنصف مد من دقيق فرجع فأكلوه، ثم ذهب من الغد فصعده فجاء بأكثر من ذلك فباعه، فلم يزل يعمل ويجمع حتى اشترى معولا، ثم جمع حتى اشترى بكرين وغلاما، ثم أثرى (1) حتى أيسر، فجاء [إلى] النبي (صلى الله عليه وآله) فأعلمه كيف جاء يسأله وكيف سمع النبي، فقال (صلى الله عليه وآله): قد قلت لك من سألنا أعطيناه ومن استغنى
(٣٢٣)