الفصل الثالث في آداب الشيعة () - عن أبي أسامة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) لأودعه، فقال لي: يا زيد ما لكم وللناس! قد حملتم الناس علي والله ما وجدت أحدا يطيعني ويأخذ بقولي إلا رجل واحد، رحم الله عبد الله بن أبي يعفور فإنه أمرته بأمر وأوصيته بوصية، فاتبع قولي وأخذ بأمري، والله إن الرجل منكم ليأتيني فأحدثه بالحديث لو أمسكه في جوفه لعز، وكيف لا يعز من (1) عنده ما ليس عند الناس، يحتاج الناس إلى ما في يديه ولا يحتاج إلى ما في أيدي الناس، فأمره أن يكتمه فلا يزال يذيعه حتى يذل عند الناس ويعير به.
قلت: جعلت فداك إن رأيت كف هذا عن مواليك فإنه إذا بلغهم هذا عنك شق عليهم، فقال: إني أقول والله الحق أنك تقدم غدا الكوفة، فيأتيك إخوانك ومعارفك فيقولون: ما حدثك جعفر؟ فما أنت قائل؟ قال: أقول